شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 93)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 93)
- المحتوى
-
وبقيام النظام. الجديد في سورياء انفرط عقد التضامن العربي الذي له مؤتمر القمة
الثالث. وانفتح الطريق امام تعاون من نوع جديدء اساسه تعاون مصر وسورياء يتجاوز
صيغة القيادة العربية الموحدة» الى ما يشبه التنسيق العسكري الشامل. وكان في رأي عهد
شباط (فبراير). كما أعلن ذلك رئيس الدولة السورية الدكتور نور الدين الاتاسي «ان
معركة فلسطين هي حرب تحرير بكل ما يعني هذا المفهوم من تجنيد للطاقات الشعبية وتعبئة
لجميع القوى العربية وتشجيع للقوى الفلسطينية الثورية المناضلة .وتنظيماتها الشعبية
وتوفير حرية العمل والتصرف لها وامدادها بالامكانيات المادية والمعنوية»(1"). كما كان من راي
العهدء وفق الاتاسي, «أن تأجيل [هذه] المعركة يزيد من فرص الحياة والقوة للعدى).
وكان عبد الناصر في وضع دقيق ازاء ما جرى في سوريا من تطورات وازاء الطروحات
الجديدة لحكامها الجدد. كانت تنحية الحكام السابقين بمثابة ترضية لعبد الناصر الذي
سبق أن خاض معهم صراعات ذامية: كما ان مواقف الحكام الجددء في الشؤون الداخلية»
كانت تتمائل» في جوانبها الاقتصادية. مع سياسته الداخلية وتدعم رغبته في مقاومة الرجعية
العربية التي تناصبه العداء وتسعى للتأثير على وضعه الداخلي من خلال دعمها للانشطة
التي جددها خصومه من جماعة الاخوان المسلمينء او بتأثيراتها على الساحة العربية 0
توجه حكام سوريا الجدد للتعاون مع عبد الناصر يغريه بأن قوة سوريا ستضاف الى قو
مصرء. منسقة:, في المواجهة مع اسرائيل دق الوقت نفسهء, وفي مقابل هذه الحوافز للتعاون ,
كان عبد الناصر يضيق بما يعّده تطرفاً بعثياً في الشعارات والبرامج ٠» وخصوصاً ازاء قضية
فلسطين والكفاح الشعبي المسلح ومسائل المواجهة مع اسرائيل عموماً.
ولكن» مهما يكن من أمرء فإن الخلافات على الساحة الغربية كانت قد انفجرت وانتهى
الامر. فتجدد القتال في اليمن وتردت العلاقات المضرية السعودية الى اسوأ مما كانت عليه,
وزادت الانظمة المحافظة من نشاطها ضد سياسات مصر ووسوريا الداخلية والخارجية: مما
دفع الجانبين المصري والسوريء, اكثر فاكثر , وعلى الرغم من تحفظات كل منهما على الآخر,
نحو التنسيق» دون ان يلغى ذلك: بطبيعة الحالء نقاط الاختلاف. وحتى الاحتكاك بينهما.
وهكذاء وبعد سلسلة من الاتصالات, صدر في تموز (يوليو) ١577 بنان مشترك عن مباحثات
وزيري خارجية كل من مصر وسوريا يعلن الجانبان فيه «ان معركة تحرير فلسطين هي الهدف
'ألاول الذي تلتقي حوله ومن خلاله جماهير الشعب المناضل في.كل مكان من ارض -الوطن
العربي»؛ ويبديان «ارتياحهما للجهود المشتركة التي تبذلها القوى التقدمية العربية في سبيل
تلاحم وتوحيد نضالها القومي»7"). وقد لاحظ الجانبان «تزايد التآمر الرجعي في المنطقة
والمحاولات المشبوهة التي تبذلها الرجعية من اجل تطويق القوى التقدمية وتنفيذ السياسة
الاستعمارية»("). وراحت معالم محور جديد. تتشكلء: قوامه الهامش_المشنترك بين سوريا
ومصر في تلك المرحلة.
وقد زاد في بلورة هذا المحور, ذي الطابع التقدميء المساعي التي ادارتها المملكة العربية
السعوبية. منذ اسستتباب الأمر لملكها الجديد فيصل لتكتيل الدول المحافظة, تحت شعار
الدعوة الى التضامن الاسلاميء وهي مساع أثارت حفيظة كل من مصر وسوريا وانصارهما
من الراديكاليين العرب, وحملتهم على اتهام الملك فيصل بالعمل على اقامة حلف اسلامي واقع
تحت نفوذ الدول الغربية. ومع ان الملك فيصل ظل يكرر نفي وجود نية لاقامة حلف كهذاء
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6884 (5 views)