شؤون فلسطينية : عدد 152-153 (ص 458)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 152-153 (ص 458)
- المحتوى
-
العام 1441, ضع العالم بالتصريحات المنددة, وشاركت في ذلك بعض الاحزاب الاشتراكية,
الا ان الأممية الاشتراكية بقيت صامتة وكأن شيئاً لم يكن.
وانصافاً للحقيقة, لا بد من القول ان الدكتور برونو كرايسكي, مستشار النمسا
السابق» هو الزعيم الاشتراكي الديمقراطي الوحيد الذي أبدى فهماً متميزاً للمشكلة
اليهودية؛ وتعاطفاً ملحوظاً مع نضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير واقامة دولته
المستقلة 07 تراب وطنه. وفي هذا الموضوع'بالذات: حاول كرايسكي مساعدة زملائه قادة
الاحزاب الاشتراكية على تخطي «عقدة الشعور بالذنب» تجاه اليهود . فكان يردد أمامهم بأنه
غير صحيح 3 اليهود يشكلون عرقاً أو قومية, وبآن اضطهاد النازيين لليهوب لا يختلف عن
اضطهادهم للشعوب الاخرى في اوروبا اى حتى للقوى الديمقراطية في المانيا ذاتهاء اى
لاضطهاد موسوليني «للرفاق الايطاليين ونقلهم الى جزيرة ليباري».
ولم يلجأ كرايسكي يوماً الى تزوير تاريخه وتاريخ عائلته لاستدرار عطف النمساويين
ورفاقه الاشتراكيين. فهو يقول في كتايه «النمسا بين الشرق والغرب»: «انني ابن عائلة لم
تعرف الاضطهاد قبل مجيء ادولف هتلر. كانت عائلتي تعيش انتماءها لمجتمعها النمساوي»
ولا شيء يجعلني أشعر بأنني عرفت أي نوع من انواع الاضطهاد في مجتمعي».
بعد حرب تشرين الأول ( أكتوبر ) العام “117, شكلت الأممية الاشتراكية لجنة لتقصي
الحقائق في الشرق الاوسطه واسندت ركاسة هذه اللجنة الى الدكتور كرايسكي الذي قام
بجولة زار خلالها بعض الدول العربية» ومر على اسرائيل التي لم يكن قد زارها من قبل.
فبدأت تتوثق علاقاته مع الدول العربية وتبدلت لهجة الأممية الاشتراكية حيال العالم
العربي, فانقلب الدعم الرسمي المعلن لاسرائيل الى دعم مبطن. وفي تلك الجولة؛ تعرف العرب,
أيضاً. على كرايسكي فاحبه بعضهم وكرهه الاسرائيليون: بينما ترسخت قناعات المستشار
بضرورة كبح جماح الاسرائيليين.
ومن ابرز الذين تأثروا بكرايسكي الدكتور ناحوم غولدمان» وحتى فيلي برانت . لكن
الاخير كانت تنقصه شجاعة مؤّسس المؤتمر اليهودي العالمي. ففي اثناء انعقاد مؤتمر السوق
الادروبية المشتركة في كوبنهاغن في كانون الأول ( ديسمبر) ”111 الذي صدر عنه أول
بيان أيجابي من قبل «الدول التسع» تجاه ازمة الشرق الاوسط؛ حصل صدام بينه وبين
الرئيس الفرنسي جورج بومبيدى, وسمع الصحافيون صوتي الزعيمين من خارج قاعة المؤتمر,
وحسم الخلافء حينهاء لصالح وجهة نظر الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته ميشال جوبير
اللذين دافعا عن مبدأ التعامل الايجابي مع العالم العربي.
وواصل كرايسكي محاولاته لج فيلي برانت الى موقع متقدم» فجمعه في خريف العام
برئيس اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف.., ياسر عرفات, في فييناء وعقد الثلاثة مؤتمرا
صحافياً. وما ان بدأت ردوب الفعل الصهيونية تندد باللقاء وتذكر بأصول برانت الجرمانية,
وتكتب له تاريخاً تضعه في مصاف النازيين» حتى بدأ فيلي برانت يتهرب من مواقفه.
وقبل لقاء فيينا بعام واحد, زار كرايسكي اسرائيل في شباط ( فبرإير ) 191/7 للمرة
الثانية -بدعوة من حزب العمل لحضور مؤتمر هذا الحزب, وآلقى خطاباً ضمنه رأيه المبدثي
بالنسبة لحل ازمة الشرق الاوسط. وقد زادته الانتقادات التى وجهها الاسرائيليون إليه ايماناً
بصوابية خطه. ١
فاك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 152-153
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39371 (2 views)