شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 36)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 36)
- المحتوى
-
توجيه السياسة؛ ومصدر القرار الذي انتقل من أيدي «الافندية» و«الاقطاع» إلى ممثلي
«البرجوازية الوطنية».
هكذاء اذاًء فقد كان الأمر يتعلق بايجاد شكل من المقارنة» تستدعيها وتلح عليهاء ليس
الرغبة في فهم الماضي وانماء قبل أي شيء آخر, الرغبة الملحة في اعادة تأويل هذا الماضي؛ اعادة
تأويل تلبي حاجة الواقع الجديد في إطار الصراع المتجدد في بنية الحركة الوطنية القاسطينية.
يعبر ناجي علوش في صياغة مبكرة, في اواخر الستينات, عن نموذج هذا التأويل بقوله:
«كان ما فعله القسّام أبلغ ردّ على سياسة ' زعماء' فلسطين التقليديين (يسميهم علوش,
وبعده اليسار الفلسطينيء طبقة الزعامات والوجاهات). قلقد ثقف ونظم وقاتل حتى مات
شهيداً غير آبه لجاه, أى باحث عن زعامة . وكانت سيرته مثلاً للكفاح والقداء, بعكس زعماء
فلسطين التقليديين؛ الذين اختاروا طريقاً آخر, وفضلوا المناصب على المتاعب» والمساومة على
المقاومة»!). هذه هيء تقريباًء حدود المقارنة المفضلة؛ التي تتكرر في الكتابات التاريخية؛ وفي
مواقف اليسار الفلسطينيء عشرات المرات فيما بعد. يتعلق الامر اذأء حسب الحكم
السايق» بوجود اتجاهين متناقضين في اطار الحركة الوطنية الفلسطينية: اتجاه أول يعبر عنه
رائد الحركة القسّامية ومؤسسهاء وهى الاتجاه «الثوري»: «الجذري»؛ واتجاه ثان وهو الذي
تعير عنه قيادة الحركة الوطنية» كما تتمثل بشخص رئيسها المفتي الحاج أمين الحسيني.
وشو اتجاة «مساوم» «مهادن», و«رجحي» و«اصلاحي» ورمتآمس». الخ. ١
ولكن حتى تكتسب المقارنة «المفاضلة» كل عناصرهاء فأن ذلك يقتضي ان يكون الاتجاه
الأول «الثوري». ممثلاً لمصالح طبقة العمال والفلاحين؛ وذلك في مواجهة طبقة «الافندية»
و«الاقطاع». هكذا تكتمل كل عناصر التأويل الايديولوجيء في الخطاب اليساري الفلسطيني.
فههنا سياسة جذرية في ثوريتها يقابلهاء ههناك, سياسة مهادنة ورجعية, وههنا يقف العمال
والفلاحون في صف, وههناك يقف الأقندية والاقطاعيون والمثقفون والبرجوازيون. ولكن حينما
يلحظ هذا الخطابء في موضع آخر. أن أي حركة ثورية: جذرية» لا بد لها ان تمتلك
الايديولوجيا الماركسية اللينينية» لان الايديولوجيا الليبرالية, والرجعية الدينية» سقطت»
فائه يصمت صمت الأموات عن التناقض الاشكالي الذي تطرحه هذه المقارنة حينما ينظر
الى تاريخ الشيخ: فيراه وقد تتلمذ على يد السلفي الاسلامي محمد عبده. في الأزهر, ويرى ان
دعوته اتطلقت من المساجدء وليس من المصانع, وانه كان يختار اعضاء منظمته ومعاونيه من
الرجال الاتقياء المتدينين أي باختصار حينما يرى ان الايديولوجيا الدينية السلفية؛ أي
نفس تلك الايديولوجيا التي بشر بسقوطها وتحولت الى أيديولوجيا رجعية» فما الذي يفعله
الخطاب اليساريء لحل هذه المعضلة؟ لا شيء سوى السكوت عن كل هذا التاريخ. وأذا ما
حاول أن يعترف بهذه الورطة؛ فانه يكتفى بالاشارة اليها بخجلء دون ان يكلف نفسه عناء
البحث قيها9؟). وما يفعله الخطاب اليساري منذ سنوات عديدة؛ بكيفية محددة: كانت
الاطراف الأخرى قد فعلته قيل ذلكء بكيفية مغايرة» وان اختلفت الاسباب والدوافع. ولكن
اذا كان الخطاب اليساري قد مارس إعادة التأويل كما بيّنا سابقاًء لاسباب تتعلق بالحاضص,
أي من أجل تبرير مشروعية مواقفه في أطار معارضته للقيادة الحالية للحركة الوطنية» فان
الاسباب التي دعت كلا من «الناطق باسم المؤسسة الدينية التقليدية»؛ و«داعية القومية
الليبرالية». كانت تعوبء في اسبابهاء إلى دوافع املتها المصالح الآنية التي كانت تنبثئق من
0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)