شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 37)
- المحتوى
-
شكل العلاقة القائمة في اطار الحركة الوطنية الفلسطيذية بمكوناتها الايديولوجية السابقة.
لقد دأب المؤرخون:ء عند التحدث عن العلاقة التي كانت تريط القسّام بالمفتيء بالتأكيد
على الاختلاف والتناقض اللذين ميّا.العلاقة بين الرجلين. والحادثة الشهيرة التى يوردها
: هؤلاء المؤرخون. في تأكيدهم على صحة ذلك: هوما جاء في كتاب صبحي ياسين. والذي ذكر
فيه.ان القسام أرسل الى الحاج امين الحسينيء قبل اعلان الثورة بعدة شنهورء ليعلمه يعزمه
القيام بالثورة» قاجاب المفتي: «ان الوقت لم يحن بعد, لمثل هذا العمل؟ وان الجهود
السياسية التي تبذل تكفي لحصول عرب فلسطين على حقوقهم»(. والواقع إن هذه هي
الحجة القوية .التي ينتمسك بها بعض المؤرخين في المقارنة بين الرجلين, باعتبار ان القسّام
كان ينتهج سياسة تورية في مواجهة الحاج آمين الذي «ظل يراهن على بريطانياء ! نحن لا نريد
أن نعلق كثيرا على هذا الاستنتاج» ولكذذا نريد ان نطرح سالا حول الحادثة ذاتهاء هو: لماذأ
يمكن اعتبار الردء الذي اجاب به المفتيء انه دلالة على ان الرجلين كانا على طرفي نقيض؟
والمبزر الذي .يدعونا لطرح هذا السؤّالء بهذه الصيغة المشككة؛ هو ان الجواب الذي اغطاه
المفتي. لا يحملء اذا اخذنا بحرفية النص». هذا التضمين الذي أعطي له. ان المفتي لم يقل
أنه ضد. اعلان الثورة المسلحة, وإنما؛ فقط اعترض على التوقيت. أما المسنالة الأخرى الأهمء
التي أملت علينا طرح هذا السؤال» فهي عدم وجود أي جزم بأن القسّام. حين ذهب الى
الجبل» كان عازماً على اعلان الثورة» بل ان كل القرائن تذهب الى ان خروج القسّام كان
يهدف الى مواصلة الدعوة والتحريض في القرى. وان الرجل كان يعرفء اكثر من غيره؛ أن
الأوان لم يحنء بعد لاعلان الثورة0).
لقد طرحنا هذه الحادثة الشهيرة التي بنى عليها معظم المؤرخين طبيعة العلاقة التي
ربطت بين المفتي والقسّامء وييّنا الشكوك التي نملكها حولهاء لكي نبين الأساسء غير
المنطقي؛ الذي يحتويه هذا التفسير, وهى التفسير الذي مرّ ذكره قبل قليل ونحن نتحدث عن
التأويل اليساريء الى أي درجة من انعدام الاتساق قد وصل. ولا ينبغي علينا ان نضيف؛
بعد سلسلة المآسي التي مرّت بناء ان منطق رؤّية التاريخ على النحى الذي يفسر الهزائم دائماً
بخيانات قادة الشعبء لا يسيئٌ الى أشخاص هؤلاء القادة فحسبء وائما يسىء إلى هذا
الشعب الذي التف حولهم» ومنحهم التأييدء وذلك ياظهار هذا الشعب كما لوكان قطيعاً من
الأغنام!
لكن» نحن لسنا بصدد أن نثبت ان العلاقة بين القسّام والمفتي كانت على اتفاق
وانسجام. أن هذا يتعارض مع وجهة نظرنا التي نريد ان نبرزها. بل ان ما نسعى إلى بتائه
هو ان التناقض والخلاف اللذين حكما العلاقة بين الرجلين يعودان: في اسبابهماء الى
مستوى آخرء ينبغي التفتيش فيه عن السبب الاساسي للتناقض الذي كان يميز العلاقة
بينهما بها ان التناقض والخلاف كانا يصدران عن تمطين من التفكير والايديولوجيا.
لقد أشرنا بنوع من الايجاز إلى التناقضء حينما قلنا ان المفتي كان يمثل» من الناحية
الايديواوجية» موقف المؤسسة الدينية التقليدية وحين أشرنا عرضاً أيضاًء إلى ان القسّام
كان يجسد أحد اشكال حضور التيار السلفي الاصلاحي. ان البحث في هذا التماين في
رأيناء هى الذي يمكن ان يفسى نمط العلاقة الذي نشاً بين الجانبين» وحكم سلوكهماء وفرض
عليهما .أن يكونا على طرفي نقيض. وهذه الاشكالية هي التي يصمت المفتي ليس فقط عن
33 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)