شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 40)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 40)
المحتوى
تأجيل ذلكء هو رغبتنا في الانتهاءء أولاًء من طرفين نعتبر علاقتهما بهذا البحث ليست
أساسية. ولكن قبل ان نبدآ في بحث العلاقة بين الشيخ وداعية القومية؛ ثمة سؤال يطرح:
لماذ! داعية القومية وليس غيره؟ إن جوابنا على هذا السؤال هو ما سيتوضح في ما يأتي.
تياران بدافع واحد
منذ أواخر القرن الماضيء وبداية هذا القرن» تبلورتياران رئيسان» تبادلا عملية تصدر
الحركة النهضوية في المتطقة العربية. التيار الأول» وقد عبر عنه بشكل خاص الاتجاه
الاصلاحي الجديد في اطار الفكر الاسلامي الحديثء كما دعا ونظر إليه؛ رائد! هذه الحركة
الافقاني ومحمد عبدهء فيما اصبح يُعرف بالحركة السلفية الحديثة. أما التيار الثاني» فهى
الاتجاه الاصلاحي «القومي», الذي انبثق في اوائل هذا القرن في صورة عدد من الجمعيات
والمنظمات العربية للمطالبة بتحسين الوضع الذي يحتله العربء في اطار الدولة العثمانية,
واجراء اصلاحات تشمل ادارة الدولة العثمانية. ويمكن التعرف على رموز هذ! التيار بالعودة
الى تاريخ تشكيل حزب اللامركزية من شخصيات المؤتمر القومي العربي الأول الذي انعقد
في باريس العام 1511.
لقد كان الدافع الرئيس في أساس نشأة كلا الحركتين واحداً تقريباًء وان اختلقت
المضامين الايديولوجية والمشاريع السياسية التي تبنتها كلتا الحركتين ودعت الى تحقيقها.
هذا الدافع تمثل بالخوف المتزايد الذي باتت تشعر به الانتلجنسيا العربية من خطر.التوسع
الغربيء وهى الخطر الذي تحول تحولء بعد غزو ايطاليا لليبياء وبعد هزيمة الدولة العثمانية في حرب
البلقان» إلى ان أصببح مصدر فزع حقيقي ف الاوساط العربية(57) » ألتي باتت ترى في ضرورة
اصلاح الدولة الوسيلة الوحيدة الكفيلة بصد هذه المخاط جميعاً. ان الملاحظة الاساسية
الوحيدة التي يجدر بنا ان نسجلها حول هذا المطلب الذي رفعته كلا الحركتين» أي مطلب
الاصلاح, أنه كان يطرح بالتلازم مع التأكيد على مشروعية الحكم العثماني. صحيح ان
بعض الأصوات نادى بضرورة الانفص ال عن الدولة العثمانية» ونادى بعدم مشروعية
الخلافة العثمانية(؟'), لكن هذه الاصوات بقيت بدون صدى »بل اكثر من ذلك كانت مصدرا
للاستنكار من قبل التيارين الرئيسين اللذين كانا يقودان الحركة الاصلاحية.
أن هذه الملاحظة, التي اردنا تسجيلها قبل. المضي في بحث الجوانب الايديولوجية
والفكرية التي انطوى عليها كلا المشروعينء تكشف, في الواقع» عن جانب هام في تاريخ العلاقة
التي نشات بين هاتين الحركتين. أي عن نوع التعقيدات التي كانت مطروحة في طريقة
استجابة كلا الطرفين للتحدي الذي حاولا الاجابة عليه.
لم يكن الخطر العربيء الذي بدا يواجهه السلفيء في أواخر القرن الماضي» موضوعاً
جديداً يقدر ما كان يمثل ذلكء بالنسبة إليهء اعادة اكتشاف لتاريخ سابق. لقد كان الأمر
يتعلق بتجربة وجدانية عاشهاء قبل ذلك, في الذكرى التي ما تزال حيّة للحروب الصليبية,
والمرارة التي خلفها سقوط دولة الخلاقة العباسية في كتب التاريخ الاسلاميء والفقه السني.
ولذلك. كان الجواب الذي يطرحه داعية السلفية؛ هى نفس الجواب الذي طرحه؛ قبل ذلك
بعدة قرونء فقهاء التشريع الاسلامي السنيء كما نظر إليه ووضع خطوطه العريضة الفقيه
الشافعيء أبوالحسن الماورديء في العصور المتأخرة لاضمحلال الدولة العباسية. أي الدعوة
5
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)