شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 41)
- المحتوى
-
للحفاظ على الخلافة باعتبارها المؤسسة التي تحفظالدولة كيانها, والت يتهددها خطر التمزق
في الداخل» وخطر السبلاطين البويهيين والاتراك من الخارج(5).
لكن هل ممكنء بعد الاستمرار بهذه المزاوجة, التي اتسم بها تاريخ الفكر السنيء 5
عصوره شي أي ف «الجمع بين التشدد. على مستوى المبادئء والتكيف, » على مستوى
الامر الواقع»('). ويصيغة أكثر صراحة, هل ما يزال من الممكن مواصلة الاستمران بعقد
هذه التسويات ل ميزت تاريخ الفقه السني منذ ان اختار الفقهاء استبدال التشريع عوضاً
عن السجال الايديولوجي؟ هذا السؤال سوف يطرح من: الآن فصاعداً, كأحد اكثر
اتتساؤلات التي تحتاج إلى إجابة.ملحة عليهاء من قبل الحركة السلفية. ويأتي.طرحه في
اعقاب تحولين يمسًا الموقع التاريخي والدور الذي تريد ان تضطلع به هذه الحركة.
التحول الأول: هى الانتقال الذي سيمثله الخطر الاوروبي: من مشروع محتمل الى
تهديد. فعلي..هذا الانتقال سوف يتبغه انتقال آخر في البنية الادارية للسلطنة العثمانية مع
الانقلاب التاريخي الذي سيأتي بجماعة «الاتحاد والترقي». أي الانقلاب .الذي سيعزز من
غلبة الاتجباه القومي العلماني على رأس السلطة على حساب .البنية .الادارية السابقة,
والنتيجة الوحيدة المترتبة على ذلك هي تراجع فكرة اصلاح الخلافة الاسلامية.
التحول الثاني: هو في حصول تغيير جوهري في سدة البنية الايذيولوجية العربية
المعاصرة. ويتمثل هذا التغيير في ان الفكر السلفي الذي ظل يتمتع حتى ذلك الوقت بشمولية,
ووحدانية. سوف يجايه؛ منذ الآن: منافساً آخر يصارعه على ريادة هذا الموقع. ذلك المنافس
هى الحركة القومية.
وهكذاء سوف يضيقء من الآنء الطريق الذي يتحرك فيه داعية السلفية .فاذا كان ممكداً
ان يطرح الاقغاني وعبده موضوع الخلافة؛ في أواخر القرن الماضيء وإذا كان ممكناً للفكر
السني السلفي, حتى ذلك الوقت؛ ان يواصل تقديم المبررات التي تضفي المشروعية على
حكم دولة الخلافة العثمانية, أي الاستمرار بهذه المرونة العالية التي تميز يها الفكر
الاسلامي الذي يسمح بامكانية تبرير الحاضر بنصوص دينية١١). فانه, مع هذا التحول
الذي طراء سيكون من الصعب ان يجد من يصغي إليه. إذ ان عليه ان يفتش عن حلول
أخرى, لهذه الاشكالية التي تنطرح أمامه, اذا ما اراد أن يستمر في موقعه.
ان هذه الوضعية التي جابهتها الحركة السلفية وهي ما تزال؛ بعدء حديثة. سوف تجعل
من حدوث عملية قطع في الاستمرارية التاريخية للفكر السلفي أمراً لا مناص منه ٠ وهذا
القطع؛ الذي يمكن تتبعه على أية حال: حتى في الشعار الذي طرحته هذه الحركة, «الجامعة
الاسلامية»: الذي مثل شكل التسوية الاخيرة. إن في الامكان رؤية ان هذه التسوية قد احتوت
ليس فقط على بذور تحول في التحديث الاسلامي من الداخلء وانما يمكن ملاحظة انها
تطرح, لأول مرةء مشاريع تنظيمية تتجاوز المؤسسة التقليدية للخلافة؛ مما يشير الى نوعية
التطور الذي سيشكله هذا الفكر فيما بعد؛ أي بالانتقال الذي سيطرأ على عملية التحديث
ذاتهاء التي سوف تأتي من منابع غريبة عن السياق التاريخي للفكر والتنظير الاسلاميين(08).
إن هذا الالتقاء, الذي سبق واشرنا إليه, بين الحركتين الايديولوجيتين, السلفية والقومية
العربية» على تبني وحدة الذولة العثمانية: باعتبارها الدولة المؤهلة لصد الخطر الاجنبي: لم
يعدء منذ الحرب العالمية.الأولى, قابلاً للاستمرارية, لا سيما بعد ان خاب أمل الجانبين في
5٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)