شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 43)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 43)
المحتوى
هذا الواقع بصورة تدعى إلى التساؤل من حقيقة ان معظم المنظمات والاحزاب التي نشات
خلال السنوات ‎١5١8:‏ - 1515, بما في ذلك الحزيان البارزان «العهد» و«العربية الفتاق»
اللذان كانا وراء الدعوة الاستقلالية للعرب عن الاتراك..قد فقدت أي استمرارية لها بعد
الحرب العالمية الأولى؛ وذلك نتيجة الانقسامات التي. حلت بهذه الاحزاب27'). لقد كان.من
نتائج ذلك, أن الثورات. التي شهدتها الشام وبقية الوطن. العربي بعد الحزب؛ مثل الثورة
العراقية ‎,.157١ - ١1114‏ والثورة السورية. 15175 -15717ء والثورة المصرية 219:15
والمغربية 21516 كانت, رغم حدتهاء لا تتسم بأي تنسيق قيما بينهاء وكانت تقؤم: من أجل
تحقيق مطالب اقليمية محدودة(*2). ال لة
ولكن المفارقة هي انه بموازاة هذ! الضعفء والتشتتء والانهيار الذي لازم الحركة
القومية على الأرضء حتى العقد الثالث. فان التنظير الايديولوجي:«القوميء الذي اتخذ:.منذ
نهاية الحرب: شبكل تبلؤره الحاسم, كان يعكس مستوى عالياً من الطموح؛ في وضنع الاهداف
والاحلام التي كان يسعى: إلى تحقيقهاء بحيث كان يمكن ملاخظة هذا البؤن الشاسع, بين
المحتوى النظري الذي تضغه. الحركة القومية لاهدافها ومشاريعهاء وبين واقع بنيتها
وتركيبتها على الأرض. أي الفجوة الكبرئ بين التنظير والممارنسة. كان هذ! المأزق؛ الذي
تواصل بعد ذلك ووسم الممارسة التي ميزت تاريخ الحركة القومية العربية؛ منذ بداية القرن,
لا يعكس فقط طبيعة البنية الإجتماعية العربية وتأخرهاء وانما كان يعكس: بالدرجة الأولى,
اخفاق المشروع الذي حملته الحركة القومية العربية. اخفاق لا يتناول الاداء فقطء وانما
يتناول الصياغة الايديولوجية. وإذا كان لا بد من. اجراء توع من المقارنة, بين النموذجين
اللذين يمكن أن يعبرا بوضوح عن هذه الدلالة ‏ والمقصود الدور الذي لعبته الحركة القومية
التركية بموازاة الدور الذي حاولت ان تلعبه الحركة القومية العربية ‏ فانه يمكن القول: ان
الأولى نجحت في صياغة ايديولوجيا انتقالية لمجموع المجتمع؛ تلبي حاجات اكثر دواماً
للبرجوازية» وفي خلق بنية تنظيمية ترافق هذه الصياغة. ولذاء فان القومية في تركيا اتسمت
بهذا الطابع العلماني للنظام90.
أما الحركة القومية العربية التي عجزت عن تحقيق هذا الانتقال؛ فقد اتخذت: منذ
البداية» الايديولوجية السلفية غطاءٌ لتبرير مشروعها «الثوري». آما في المرحلة التالية» أي
عندما حاوات ان تبلور مشروعها الخاص المستقلء فانها لم تجد بداًء أيضاء من ايجاد نوع
من التوافق الايديولوجي مع الاسلام, أي «اللجوء مؤقتاً على الأقلء الى المبنى والرموز التي
يقدمها الاسلام»9).
لقد أدى هذا الاخفاق» الذي يكشف عنه المشروع القوميء الى هذا التمازج على الصعيد
الايديولوجي, بين الدين والليبرالية» في التنظير الذي تطرحه الحركة القومية العربية: ولكنه
تصازج يخفي علاقة توتر بين الجانبين. كما أدى أيضاًء بموازاة ذلك؛ الى تهيئة الظروف
الملائمة لأن تنطاق الحركة السلفية التي أصطبغت بالطابع الوطني؛ في تقديم مشروعها
الخاص.الذي لا يظهرهاء فقطء بمظهر التفوق الذي ما يزال قادراً على أن يلعبه الدين
كأيديولوجياء وانما بوصفهاء اول وقبل أي شيء, الحركة الوحيدة المؤهلة والقادرة على «انقان
وحدة الجماعة» وصد الخطن الأجنبي الذي يحيق بالأمة.
وهكذا تحددت سيماء مشتركة, في معظم. الحركات السلفية الوطنية التي رفعت راية
ا
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22439 (3 views)