شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 44)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 44)
المحتوى
النضال ضد الاستعمار الأجنبيء في عدد من الأقطار العربية. أبرز سمات هذا التوجه, هى
الانتقال الذي طرأ على المشروع السلفي من زاوية تطوره التاريخية ومن كونه مشروعاً يهدف
إلى تجديد واصلاح الفكر الاسلاميء في نطاق ضيق ينحصر في إطار تنقية الدين الاسلامي
من اشكال البدع والخرافات والجموب الذي طرا عليه واجتراح حلول توفيقية تنبع من
الاجتهادات السنية السايقة التي عرفها الفكر الاسلامي, إلى مشروع ايديولوجي متكامل
ذي مشاغل ثقافية وسياسية اجتماعية, تتجاوز الاطار السابق. أي الانتقال من الطابع
التنظيري الاصلاحي الذي كانت تشكل المهمة الرئيسة التي حددتها الحركة السلفية الأولى
إطاراً وحيداً لدورهاء إلى مستوى الممارسة الاجتماعية والسياسية, كما أقصم عنها المشروع
الشوري للحركة السلفية الوطنية المتأخرة. وهنا يكمن المدلول التاريخي الذي حاولت ان
تضطل ع به الحركة السلفية الوطنية: كما تجلى ذلك في التجربة القسامية.
مميزات الحركة القسّامية
وهناء أيضاً, تقدرب من تحديد الاطار العام الذي يمكن من خلاله التعرف على
الايديولوجيا التي ميّزت الحركة القسّامية, داخل الاطار العام لبنية الحركة الوطنية
الفلسطينية. ولقد بيّناء بنوع من الايجان, العلاقة التي باتت تربط هذه الايديواوجيا
بمصدرها التاريخي في اطار الحركة السلفية الاصلاحية الحديثة. فقد قلنا ان التحولات التي
طرات منذ الحرب الأولى» ضيقت من هامش تحرك السلفيء وقلنا ان اخفاق الحركة القومية
كان قد ميّد إلى جعل الحركة السلفية تتصدر المسرح. وهى الأمر الذي كان يفرض عليها هذا
الانتقال في شكل الممارسة الايديولوجية والسياسية على هذا النحى الذي اصبح فيه المشروع
السلفي مشروعاً شمولياًء في مشاغله واهتماماته.
ان الغرض الاساسي من اعادة التاكيد على ذلك هو التوصل الى تحديد واحدة من اعقد
الاشكالات التي كان على الحركة السلفية أن تجابههاء وهي ترث هذا الاخفاق المزدوجء الذي
انتم إليه الجانبان, القومي والسلفيء في تجاريهما السابقة, وهى. أيضاًء الاشكال الذي
يسم الحركة الجديدة بهذا الطابع الذي حملته الحركة السلفية ميّز ممارستها الجديدة؛ في
متجها بين الطابع الديني والقومي في المشروع الذي تطرحه. وريما هذا الاستنتاج يسمح لنا
بتغيير واقع ان علاقة التقارب والتنسيق بين الحركة القسّامية وزعيمهاء كانت مع زعماء حزب
الاستقلال الفلسطيني, اكثر من الأطراف الأخرى.
لكننا نريدء عبر رؤية هذ! الاشكال الذي ميّز ممارسة الحركة القسّامية؛ التهصل إلى
تبرير واحد م: من أهم الاستخلاصات التي يسعى هذا البحث إلى اظهارها؛ وهو ان المشروع
السلفي كما يتبدى في التجربة القسّامية؛ أوغيرها لم يعد منذ وقوع المنطقة تحت الاستعمار
المباشر, يقتصر على كونه مشروعاً دينياً بقدر ما اصبح يشكل مشروعاً سياسياً بالدرجة الأولى»
وذلك على الرغم من الدور المركزي الذي تلعبه الايديولوجيا الدينية في صياغته.
أن هذا التشديد على الطابع السياسي - الاجتماعي للسلفية الوطنية لا يعني تحول
الدين الى عامل ثانوي في المنظور الذي يطرحه المشروع السلفيء وانما يعني اعادة موضعة
الايديولوجيا الدينية في اطاى الاشكالية التي تجابهها الحركة السلفية بعد ان غدتء الآن»
تحمل في مشروعها الاهداف الوطنية والقومية.
ون
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)