شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 45)
- المحتوى
-
إن اعادة ترتيب العلاقة بين الايديولوجيا التي ترفعها الحركة السلفية ويين الاهداف
القومية والوطنية التي تطرحها سوف يفرض عليها نوعاً من التأويل الديني» يفتح الباب أمام
شكل مغاير من الاجتهاد الاسلامي السابقء ويتناسب مع الاهداف الجديدة التى تطرحهاء
أي اذا كانت القيم الأخرى.هي التي يعاد تأويلها ضمن منظوز الاسلام في الماضي؛ فان ما
تم بعد ذلك هو على العكس تماماً. لقد تم التأويل تبعاً لقيم ايديولوجيات أخرى كالقومية
العربية» وحتى الشيوعية(18), «هل أنتم مؤمنون؟, وأجاب: لا اعتقدء لأنه لى كنتم مؤمنين
لكانت عندكم عزة المؤمن. فاذا خرجتم من هذا المسجد, ناد اكم جندي بريطاتي فستهرولون
نحون»(").
1 على هذا النحى تحدذ طابع الايمان نفسه.؛ في التأويل الجديد. لم تعد شروط الايمان
تتحدد يمستوى العلاقة القائمة بين المؤمن وربه فحسبء وائما بعلاقة أخرى, ويمستوى
مغاير هى السلوك الذي يتبعه المسلم تجاه السلطة الحاكمة؛ والذي عبره تتحدد مصداقية
الايمان. ان الدلالة التي يطرحها التأويل الجديدء هي في طريقة طرح الاشكالية التى يجابهها -
السلفي الجديد» ونع التساؤلات التي يطرجهاء قهى لم يعد.يهتم باليحث؛ قيما اذا كانت
السلطة القائمة تراعي حماية الاماكن المقدسة وتكفل حرية العباداتء أو اذا كان نظام
العدالة الذي تقيمه يتوافق والتشريع الاسلامي أو حتى شكل المقاومة التي يجب اتباعها في
مواجهتها( '). ان مستوى طرح التساؤلات انتقل الى مجال آخر تماماً. مبني على موقف
قاطع في رفض هذه السلطة» وعلى مشروع يؤسس لاطاحتها. وهذا يتجلى في الطريقة التي
تطرح بها القضية؛ فالايمان يتحدد بالعزة وهو تجسيد لسلوك اخلاقي واجتماعيء يتناقض»
بصورة جذرية» ووجود سلطة احتلال اجنبية تحول دون ممارسة هذا الشعور "
هذا هونوع التأويل الذي تطرحه الحركة السلفية وهي تستعد لطرح مشروعها. ولكنهاء
وهي تمارس ذلكء لا تسعى من ورائه إلى تحقيق المشروعية لدعوتها السياسية, وانماء أولاًء
لبلورة ايديولوجيتها الخاصة: التي تمكنها من الاضطلاع بمسؤولياتهاء والقيام بدورها؛
وهذا هو المفزى الرئيس لذلك التشابه الذي يمكن رؤيته في طريقة عمل كل من الحركة
السلفية والحركات الايديولوجية الثورية الأخرى, حيث يدتل النضال الايديولوجي موقع
الصدارة في سلم الاهتمامات التي توليها هذه الحركات الجانب الاعظم من نشاطها”
إن أي محاولة للاقتراب من فهم الدور الذي حاولت ان تقوم به الحركة القسّامية؛ سوف
تبقى محاولة قاصرة طالما أغفلت هذا الجانب الرئيس من نشاطهاء أي النضال الايديولوجي:
أى «الدعوة»؛ كما يسميها القسّام. فمنذ البداية» يمكن ملاحظة ان الجزء الأهم من نشاط
القسشام وجماعته؛ كان يتمحور حول النضال الدعاوي. وهى ما لم يدرك معظم المؤرخين
أبعاده. وأدى ذلك الى قدر كبير من الاختلاط في النظرة الى التجربة القسّامية؛ حيث اعتبر
بعض المؤرخين ان الحركة القسّامية حركة دينية, بل وذهب البعض الى ان الدوافع التي
حركتها كانت دوافع دينية محضة: وفير:وطنية7!')؛ كما ذهب البعض الآخر إلى اعتبارها
حركة دينية ثورية في مواجهة «دين» رجعي(""). أما التبسيط الاكثرضرراً فهوتلخيصها على
أساس انها رد فعل آني على ستياسة معينة انتهجتها قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية.
ان هذا التبسيط السطحي لا يجرد الحركة القسّامية من دلالتها التاريخية
والايد يواوجية ويشوهها فحسبء وانما يجعل من غير الممكن تقديم تفسير معقول لذلك الدوّر
ء - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)