شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 46)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 46)
المحتوى
الذي يلعبه الدين في مرحلة التحرى الوطنيء وقامت الحركة القسّامية, التي لم تدس من هذا
الجانب( "")ء بتقديم نموذج منهء على غاية من الاهمية» باعتبارها ميداناً مكل هذا البحث.
منذ البداية: يمكن ملاحظة أن النضال الدعاوي الذي مارسه القسّامء توجه نحو
تصفية الحساب مع نوعين من الخصوم, في اطار القكر الاسلامي. الخصم الأول وفى
الاتجاه المتمثل بسلطة العلماء التقليديين؛ وهم المعبرون عن المؤسسة التقليدية الدينية؛ أما
الخصم الآخس, فهى الاتجاه الذي تمثله التيارات الصوفية؛ ويعض الجماعات الدينية
الأخرى» التي ارتبطت ممارستها الدينية بالشعوذات والخرافات التي كانت تجد صدى
عميقاً لها في الريف الفلسطيني.
أن خوض هذا النضال المزدوجء على الصعيد الايديولوجي» كان يستهدقف الحد من
تأثير نوعين من النفوذ ؛ وهماء على الرغم من تعارضهما الظاهريء كانا يتبادلان التأثير سلباً
في المشروع الذي يطرحه الشيخ, نتيجة السطوة التي يمتلكانها في البنية الاجتماعية
الفلسطينية. لقد كانت المجابهة الايديولوجية مع المؤسسة الدينية التقليدية: تهدف الى الحد
من تأثير نمط من الادلجة الدينية؛ ذلك الذي كان يقصردور الدين على مجرب شكل من الوعظ
والارشادء فتتحول معه العقيدة الاسلامية الى مجموعة من الأحاديث والنصوص الفقهية,
والتي غالباً ما ظلت محصورة في أطار اثارة مسائل لها طابع فقهي وتشريعي تتناول شؤون
العبادة» ولا تتجاوزها إلى طرح المشكلات الحياتية والسياسية.
أما المجابهة الأخرى مع اصحاب الطرق الصوفية: والمجموعات الأخرى, فكانت تهدف
الى تحرير العقيدة الاسلامية من اشكال الشوائب والخرافات التي كانت هذه المماريسات
تضفيها على الدين, والتي كانت مستفحلة في المناطق الريفية الفاسطينية» حيث تغذي النزعة
الاتكالية والسلبية والهروب من مواجهة الواقع الذي يتمثل بالخطر الصهيوني والاحتلال
الاجنبي.
ان الشكل الذى اتخذته هذه المجايهة: على صعيد الدعوة, يمكن أن يحدد أمامنا البناء
الفكري والثقافي الذي انطوت عليه الممارسة الايديولوجية للقسّام. وهو ما يمكن ان يجد
الأولى رفض شكل من الادلجة الدينية ينظر إلى العقيدة الاسلامية على انها مجموعة
من النصوص والأحاديث الفقهية؛ كما يتبدى في الوعظ الرسمي السائد . ويؤسس هذا الرفض
لذزعة تتجه الى التشديد على ما هو دنيويء مع كل ما يترافق مع هذه النزعة من اعادة تأويل
للعقيدة الاسلامية تحت تأثير عوامل وظروف سياسية واجتماعية.
الثانية, الاستمرار في السير بالخط الاصلاحي للحركة السلفية في محارية اشكال البدع
والخرافات التي شوهت العقيدة الاسلاميّة» بالتشديد على رفض النزعة الاتكالية والسلبية,
وذلك من أجل اعادة الاغتبار إلى العقيدة الاسلامية: بيوصفها عقيدة نضاألية دث تشجع على روح
العمل والمبادرة» وترفض الانهزامية والسلبية.
وهكذا يمكن القولء ان النضال الايديولوجي الذي خاضه القسّام كان يتم وفق الحاجة
الى بناء عقيدة مناضلة؛ وهى ما يتأكد في خطابات القسّام عبر تشديده على استلهام السيرة
الأولى للاسلام؛ أي ذلك الجزء من تاريخ الدعوة الاسلامية» الذي يبرز فيه, اكثر من غيره,
الجانب الكفاحي للعقيدة الاسلامية» باعتبارها أيديولوجيا ثورية تسعى الى التغيير
م
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17772 (3 views)