شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 47)
المحتوى
ان أي عملية اعادة تأويل» هي في جوهرها عملية انتقاء. وهذا ينطبقء أيضاًء على التأويل
القسّامي . ولكننا لا نيتعد كيرا عن الحقيقة إذا قلنا انه في هذه الانتقائية بالذات تكمن
الأهمية التاريخية لهذا النموذج من المازسبة الايديولوجية والسياسية» الذي تمكن من ان
«يشكل [هذا النموذج] سلاحاً نظرياً وايديولوجياً تقدمياً ضد الاستعمار. وسلاح انعتاق
فكرياً ضد التقاليد البالية والخرافات» وضد التحجر والجمود» وضد كل ما من شأنه أن يذكي
الجهل والتأخر والاتحطاط(؟") . وهى ما يميز هذا الدور. الثوري والتقدمي: الذي حاولت
الاضطلاع به الحركة القسّامية, والذي لعبته الحركة السلفية الوطنية في هذه الحقبة
التاريخية
وكان القسّام يؤْمن بأن عرب فلسطين. .اذا شاءوا إن يحيوا في بلادهم ويدراوا عنها
الخطر الاستعماري والضهيوتيء فعليهم ان يبادروا الى ذلك معتمدين على انفسهم فقطء غير
منتظرين أن تهبط عليهم النجدات هن السماء أوتأتي اليهم من وراء الحدود»!*"). أي «ان
الله لا يغير ما بقوم حتئ يغيّروا ما بأنفسهم»: والتغيير الذي يطرحه القسّام» يأتي عبر قعل
واحد هو: الجهاد. :
إن التحريض على الجهادء ونبذ التواكل:.«يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال», هى
الجانب الرئيس في الدعوة التي يقوم عليها المشروع القسّامي . والمقولة الشهيرة التي رفعها,
والتي رددها تلاميذه من بعده: «الجهاد رقيق الحرمان» (9), تيكس واحدة من أهم مميزات
الحركة. القساميةء بوصفها حركة كوادر ومناضلين. بالمعنى الذي يمكن ان يكون قريباً إلى
المفهوم الماركسي.
ان دراسة البناء التنظيمى للحركة. القسّامية يتيح. المجال لايجاد جوانب عديدة من
التشابه في كلا النموذجين اللذين تقدمهما كل من الحركة القسّامية والاحزاب الماركسية.
فالتشديد على النضال الدعاويء والايديولوجيء الذي تصفه كلا الحركتين في صدارة
اهتماماتهماء يعكس جانياً هاماً في توجه هاتين الحركتين يتمثل في الاعتماد على الدور الرئيس
للكوادرء بوصفهم الطليعة المناضلة التي تمتلك الاستعداد لمواصلة الاستمرار بالحركة,
ولكن» وقبل كل شيء؛ في ذلك النموذج من الاتحاد الجماعي في المقولة الايديولوجية» التي
تسبغ هذا النوع من الطهارة والايمانء ونكران الذات الذي يميز هؤّلاء المناضلين عن المحيط
الذي يعيشون فيه.
«لقد فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة».
هنا وجه التمايز في الافضلية التي تلح عليها العقيدة الاسلامية المقاتلة في صدر الدعوة
بين المجاهدين الذين يقضلهم الله وبين الآخرين. أما في اطار المشروع الثوري للسافي
الجديد: فان «المجاهد رائد قومه. والرائد لا يكذب أهله.7).
يتعلق الأمن اذا » بصفات محددة ويشروط اخلاقية من نوع خاصء ينبغي توقرها
بالنسبة الى المجاهدينء وهي المعيار الذي يؤهلهم لأن يكونوا قادة قومهم.
«كان يتفرس في وجوه المصلين ويدعو من يتوسم فيه الخير الى ان يتبعه؛ وتتكرر الزيارات
حتى يقنعه بالعمل لانقاذ فلسطين مما يتهددها من خطرء ضمن مجموعات سرية صغيرة لا
تزيد على خمسة أنفان.[4)؛ أي ان اختيار المجاهدين لا يتم بصورة عفوية وعشوائية» بل يتم
بتمعن ودراسنة؛ لاقامة بنية تنظيمية قوية تستطيع السير بالمشروع الذي تطرحه الحركة حتى
ا
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5124 (6 views)