شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 48)
- المحتوى
-
نهايته.
يقول أحد تلامذة القسّام في تفسير هذا التأثير المتبادل بين الايديولوجيا والتنظيم: «لم
يحدث انشقاق على الاطلاق بين القائد الشهيد واخوانه؛ بل كان الوفاق على اتمه والسبب
بسيط جدا؛ فان القائّد الشهيد كان يدع الى الجهاد على اساس ديني... ومفهوم الجهاد على
اسس دينية لا يوجد فيه اشكالات ولا تعقيدات أيديولوجية أو نفسية. وكل ما يتعلق بالجهاد
محكوم بآيات قرآنية معروفة. كان هناك شعار واحد تنضوي تحته كل مفاهيم الثورة: [هو]
' هذا جهاد نصر أو استشهاد ' (5),
والواقع ان هذا الطرح المبسط للعلاقة بين الايديولوجيا والتنظيم؛ لهو على درجة كبيرة
من الاهمية. ذلك ان الايديولوجيا التي رفعتها الحركة القسّامية؛ بما انها مستمدة من الدين»
كانت تمتلك قدرة كبيرة على ان تشكل مصدراً ليس فقط للتحريض والتعبئة: وانماء بحكم
التأثير الذي يملكه الدين: لتشكل ايديولوجيا متماسكة تمتلك القدرة على فرض هذا الاجماع,
والتوّحد من حولها. ان اهمية القدرة الاجماعية التي تمتلكها الايديولوجيا القسّامية
مستمدة 5 بشكل خاصء من نوع من الوعي تطرحه في بيئة مهيأة للاستجابة له . ذلك هو
الوعي الديني الذي ما يزال قادراً ان يلعب دوراً رئيساً في مرحلة النضال الوطني.
استنتاجات وايضاحات '
بعد أن انتهينا من محاولة تقديم الاجابة على السؤالين اللذين طرحناهماء في صدر هذا
البحثء نرفب في الختام ان نلخص بعض الاستنتاجات الضرورية ؛ التي ريما غفل البحث
عن توضيحهاء كما نرفب في ان نوضح بعض الالتباسات التي ربما تثيرها المنهجية التي
أعتمدناها في هذا البحث.
أما الاستنتاجات التي نود التأكيد عليهاء فهي:
أولاً: ان الدين كأيديولوجيا ما يزال قادراً على الاضطلاع بدور رئيس في اطار مرحلة
التحرر الوطنى. ذلك ان التحديات التى واجهتها السلفية الحديثة ما تزال هي ذاتها. فالدولة
القومية لم تتمكن من انجاز الاستقلال الوطني, أى التحديث الثوري. ولذاء فان السلفية ما
تزال قادرة على ان تكون أحد الخيارات والمشاريع المطروحة في المنطقة العربية لبناء نظرية
تغيير. وهو ما يتأكد اليوم اكثر من أي وقت مضىء مع عودة أزدهار هذه الحركات في عموم
المنطقة.
ثانياً: أن الاشكالية التي ميزت المشروع النهضوي العربي لم تتغير. فهي ما تزال
تعايش كل الاتجاهات الايديولوجية على سطح البنية الايديولوجية العربية. هذا التعايش
يتصف بالسكون. واحياناً بالتداخل. وقد بِيّنا بعض جوانب ذلك في التداخل بين القومية
والاسلام والاسلام والقومية في الحركة القومية والحركة السلفية. ان هذه الوضعية تجعلٍ
لدى كل هذه الاتجاهات القدرة على الاحتفاظ بمشروعهاء وان يكون هذا المشروع قابلاً
للاستقطاب والحياة.
أما الجوانب المنهجية التي نرغب في ايضاحهاء فهي الثفرات التي يمكن ان تؤخذ على
هذا البحث:
أولاً: اننا تقيدنا بالبحث في جانب نعتقد بان الدراسات التي حاولت الاقتراب من
4ت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)