شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 52)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 52)
المحتوى
وكانت اسرائيل تتخوف, فعلاً من التطورات الجارية في كل من مصر وسوريا ومن التحسن
المطرب لعلاقات البلدين مع الاتحاد السوفياتي. واشد ما كان يثير حذر اسرائيل؛ في هذا
المجال, هو التعاون العسكري الذي أخذ بالنمو والاتساع بين هذين البلدين» من جهة؛ وبين
الاتحاد السوفياتي: من جهة أخرى.
واذا كانت اسرائيل قد اظهرت تخوفها من الجهود التي آدت إلى ابراز الكيان الوطني
الفلسطيني وتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية("): فقد برز منذ العام ‎١11537‏ أي منذ
مجيء الفريق البعثي اليساري الذي تولى قيادة الحزب الحاكم والحكم في سوريا في شباط
( فبراير ) من ذلك العام. سبب جديد لقلق اسرائيل. وتمثل هذا السبب في مساندة الحكم
السوري الجديد» مساندة زائدة على مساندة سابقة, لمنظمات الكفاح المسلح الفلسطيني
التي كانت قد شرعت في القيام بعمليات متفرقة د اخل أسرائيل منذ مطلع العام 1575؛ والتي
وجدت في التوافق بين شعاراتها وشعارات الحكم السوري الجديد عاملاً لزيادة فعاليتها.
ولهذاء راحت اسرائيل» الحذرة ازاء تسلح مصر وسوريا بالاسلحة السوفياتية, والقلقة
ازاء النمى المتزايد للمنظمات الفلسطينية المسلحة المسنودة من سورياء تثير ضجيجاً واسعاً
ضد سوريا ومصر. وكان من رأي سورياء التي ارتقعت فيها حدة اللهجة المعادية لاسرائيل
وللغرب «ان خوف الاستعمار من حرب التحرير الشعبية هوسبب الضجة التي تثيرها اسرائيل
في العالم»() كما أعلن ذلك د. ابراهيم ماخوس» نائب رئيس وزراء سوريا وزير خارجيتها.
كما كان من رأي سورياء أيضاًء «أن الشعارات المطروحة: شعار استثمار البترول بأيدٍ
عربية؛ شعار حرب التحرير الشعبية؛ شعار تنظيم الجماهير العربية؛ شعار وحدة النضالٌ
العربي واعتبار الكادحين العرب اخوة في العروبة... [شعار] لقاء القوى التقدمية العربية...
تحمل الموت للاستعمار ولاسرائيل(*). وفي جو الحماس العربي تغذيه أوساط الحكم في سوريا
والترويج الواسع لشعارات كهذهء ثبت في أذهان قادة سوريا «ان الاستعمار لا بدّ ان يتآمر
لاسقاط أي نظام يطرح هذه الشعارات»» ورأوا أن الأنظمة العربية الأخرى, المحافظة,
ستدعم هذا التآمر لا محالة, تماماً مثل ما تفعل أسرائيل؛ على أساس «ان [الملك] حسين,
بالنسبة اليناء لا يختلف عن بن غوريون»/*) زعيم اسرائيل.
أما شركاء سوريا في مصر, وهم الذين لم يعتادوا مجاراة الاندفاعات الحماسية البعثية,
فكانوا على خلاف مع السوريين بشأن بعض التفاصيلء من ذلك: تجنبهم طرح شعار ازالة
اسرائيل» وحذرهم ازاء منظمات الكفاح المسلح الفلسطيني الناشئة, وخصوصاً منها «فتح»»
: - وتوجيههم التأييد إلى منظمة التحرير وقيادتها التي لم تكن على اتفاق مع منظمات الكفاح
المسلح, غير أن هذه الخلافات التفصيلية لم تلغ اتفاق الجانبين» السوري والمصريء على
جوهر الأمسر, آلا وهى الموقف من الاستعمار وإسرائيلء وكذلك تأييدهما للمطالب الوطنية
للشعب الفلسطيني . وكان من رأي عبد الناصر «أن تحرير فلسطينء فضلل عن أنه حقء هى
الضمان الحقيقي لحرية الآمة العربية كلها ولوحدتهاء ولذلك فإن الجمهورية العربية المتحدة
وضعت, وتضعء كل امكانياتها وراء النضال الفلسطينيء وهي تومن بأن شعب فلسطين
يجب أن يكون رأس الحربة في طريق العودة» تؤيده كل الطاقات السياسية والاقتصادية
والعسكرية لشعوب الأمة العربية»(1). وقد يكشف هذا القولء والأقوال الأخرى الممائلة التي
تكررت قبله, وبعده. عن اختلاف بين النظام الناصري في مصر والبعثي في سوريا بشأن حرب
0.١
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7284 (4 views)