شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 54)
- المحتوى
-
فضلاٌ عن السياسي» تحسباً لاحتمال مواجهة عدوان اسرائيي. وفي غضون ذلكء كان الأردن»
المصطف سياسياً في محور مغاير للمدور الذي تصطف فيه هذه البلدانء يواجه أزمة داخلية
وأخرى عربية بعد الاعتداء الذي شنته اسرائيل على قرية السموع في الضفة الغربية. فقد
أظهر نجاح الأعتداء هشاشة الاستعدادات الأردنية لمواجهة اسرائيل. فثارت موجة سخط
شعبية: وطالب الجمهور بتحصين الحدود وبتسليح المواطنين. ورافق ذلك موجة نقد عربية»
خصوصاً من قبل سوريا. وكان لدى الجمهور الفلسطيني الأردنيء على ضفتي نهر الأردن»
ما يتمثل به وهى يطالب حكومته برفع مستوى الاستعداد وبتسليحهء أذ أن التعاون المصري
- السوري وبروز منظمة التحرير الفلسطينية كانا قد أثارا الحماس في دنيا العرب من المحيط
إلى الخليج وأحيا الآمال بامكانية تحقيق مواجهة ظافرة مع اسرائيل. ولذاء فان سخط هذا
الجمهور ضد عجز نظامه عن مواجهة الاعتداء على السمّوع اتخذ اشكالاً عنيفة تمثلت في
التظاهرات التي أصطدمت بقوى الأمن. ومع التأييد المنصب من الخارج للتحرك الجماهيري
دآخل الأردن» بدا كأن سيد النظام يجتاز فترة صعبة ويواجه حرجاً واضحاً . وريما كان هذا
بين الأسباب التي حملت سيّد النظام, الملك حسينء على اظهار شيء من الاستجابة لتحسين
علاقاته مع دول الطوق. وقد قال الملك؛ على كل حالء بعد الاعتداء على السمّوعء ان الحكومة
الأردنية «دأبت على توجيه السياسة الأردنية بما يتفق مع مسؤولية الأردن الخاصة تجاه
قضية فلسطين وواجبات الحشد والتعبئة وبناء القوة في الأردن لردع العدى وبعم الحق
العربي في فلسطين», ليعلن «أن سياستناء بالنسبة إلى الدول العربية؛ تسعى الى احكام
الصلات بيننا وبينها والأيمان بأن اللقاء العربي» على صعيد المسؤولية المشتركة, هو سبيل
انقان قلسطين» (5) . ولكن هذه النواياء المعبر عنها هنا »لم تترجم الى أفعال» صحيح أن الملك
تجنبء في خطاب العرشء الذي اقتيسنا منه الفقرة اعلاه أن يهاجم أياً من الدول العربية,
بما فيها مصر وسوريا اللتان تهاجمانه؛ لكن لهجته الهجومية ضد م.ت.ف. لم تخفتء وا لأهم
من ذلك ان الأردن: برغم أظهار الملك الاستعداد للتعاون, كما رأيناء لم يكف عن رعاية
عسكريين سوريين منشقين كانوا قد قامواء بقيادة الرائد سليم حاطوم, بمحاولة انقلابية في
سوريا في الثامن من أيلول ( سبتمبر ) 21577 قلما فشلت محاولتهم قروا الى الأردن وانشأوا
قاعدة لهم هناك نظموا منها اعمال تخريبية متلاحقة موجهة ضد سوريا. وقد ظلت رعاية
الآردن لجماعة حاطوم؛ هذهء واحداً من الأسباب التي حالت دون نجاح المساعي الرامية إلى
تحسين العلاقات السورية الأردنية إلى يوم وقوع الحرب في حزيران ( يونيو) 11717 كما
سنرى.
ولم يتوقف سلوك النظام الأردني عند مناوأة م.ت.ف. ومنعها من ممارسة مسؤولياتها
بين جمهورها في الضفتين» أوعند رعاية انشطة العسكريين السوريين المنشقينء بل ان الأردن
رفض مبادرة عربية لتقديم عون عسكري لدعم قدرته على مجابهة اسرائيل. فعندما أنعقد
مجلس الدفاع العربي المشتركء في اطار جامعة الدول العربية».في كانون الأول ( ديسمبر)
1 في ظل ضغوط مصر لسد ثغرة الضعف في حلقة المجابهة, وهي الثغرة المتمثلة بضعف
أمكانيات الجبهة الأردنية» قرر المجلس ضرورة دخول قوات سعودية وعراقية الى الأردن»
تنفيذاً لتوصية اتخذتها القيادة العربية الموحدة التي سبق ان تشكلت بقرار من موّتمر القمة
العربي الأول في .١1575 ورأى المجلس ان يتم ذلك في مدة اقصاها شهران. كما قرر المجلس
زنك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)