شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 71)
- المحتوى
-
أعقاب إتفاق وقف إطلاق النار من تشرين الأول ( أكتوير ) العام 117/1 من الجانب العربي
على الأقل, أي أن القيادات السياسية العربية تخلّت عن استخدام الصراع المسلح كاداة
رئيسة في تحقيق أهداف الصراع. وقدء انعكس ذلك في عدة مواقف, نذكر منها قبول قرار
مجلس الأمن الرقم 14 وتوقيع اتفاقيات فض الاشتباك مع العدى الاسرائيلي» ثم توقيع
اتفاقية الفصل الثانية بين القوات المصرية والاسرائيلية العام 14177, ثم اتفاقات كامب
ديفيد, ثم معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية العام 1414: وخطة الملك فهد العام ,1541١
ومقررات مؤتمر القمة العزبي الثاني عشر في فاس الغام 15487. وأخيراً الاتفاق الأردني -
الفلسطيني في شباط ( فبراير ) العام 1546. وقد سبق للعرب أن أرجأوا الدور العسكري
كأداة رئيسة في تحقيق أهدافهم في الصراع العربي الاسرائيلي بتوقيع اتفاقيات الهدنة العام
؛ وبقبول قرار مجلس الأمن بإيقاف إطلاق النار في حزيران ( يونيى) العام 11517 ثم
قراره الرقم 557 في نفس العام. إلا أن جميع الأحوال السابقة لاتفاقيات كامب ديفيد كانت
تتصف بأنها مؤقتة, وليس لها صفة الاستمرار في حين ان الاتفاقيات؛ وما تلاها من مشروع
الملك فهد ومقررات مؤتمر فاسء والاتفاق الأردني الفلسطيني, تتحدث بوؤضبوح عن السلام
ببا يعني تقلص الأهداف العربينة في الصراع, والتخلي عن استخدام القوة العسكرية
والصراع المسلح كوسيلة لتجقيق الأهداف العربية في الصراع العربي . الاسرائيلي: 1
لم تكن القرارات العربية بارجاء إستخدام القوة العسكرية؛ أى التخلي عنه, إلا اتعكاساً
لميزان القوى الفاعلة في الصراع في لحظات معينة من تاريخه؛ كما كان استخدام القوة
العسكرية تعبيراً عن تحول ملموس في هذا الميزان. وقد كان الميزان العسكري احدى القوى
الفاعلة الرئيسة التي ادت إلى هذه التحولات. ولا يتوقف حساب الميزان الحسكري عند
دراسة اعداد الأفراد في القوات المسلحة وفروعهاء بل إنه يشتمل, أيضاًء على حساب لعوامل
أخرى ذات تأثير مباشر على هذه القوة. وعادة يشتمل الميزان العسكري على الناتج القومي
العامء أى المحليء ومعدلات النمى الاقتصاديء وحجم الانقاق العسكري بما يتضمنه من
مساعدات عسكرية أجنبية؛ وحجم الديون, وتعداد السكان.
واذا كانت كل العوامل السابقة يمكن حسابها رقمياً بسهولة نسبية: فان الميزان يشتمل
على عناصر نوعية يصعب إخضاعها للتقديرات الرقمية» وهي تتعلقء أولاًء بنوعية الأسلحة
والمعدات العسكرية ومدى فعاليتها في ظروف إدارة الصراع المسلح؛ ثم هي تتعلق بنوعية
الأفراد القائمين باستتخدامهاء ومدى كفاءتهم وقدرتهم على ذلك؛ ثم بنظم قيادتها والسيطرة
على أعمال القتال» ويمستوى تدريب الأفرادء ودرجة صلاحية الأسلحة والمعدات ونظم
صيانتها والمحافظة عليهاء ومستوى الاحتياطي من الاحتياجات بما فيها من المعدات وقطع
غيارها وذخائرها وغيرهاء ثم؛ ويدرجة أساسية» الروح القتالية لدى القوات. ورغم ذلك فان
تقدير تآثير القوة العسكرية في الميزان السياسي الدولي هو عملية تقديرية من مسؤولية القيادة
السياسية يصعب إثبات صحتهاء أى خطئهاء إلا بالتجربة العملية التي عادة لا تطابق
التقدير. وان كانت قد تكون قريبة منه. ١
ولا يتوقف تأثير هذه العوامل على سير القتال ونتائج الصراع المسلحء وانما هي تؤثر
أيضاً على مواقف الاطراف المتفاوضة لتسوية النزاع بالطرق السلمية..قكل جانب يعلِمء علم
اليقينء أن الفشِل في الوصول الى التسوية يتضمن إحتمال العودة الى الخيار العسكري,
.ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22441 (3 views)