شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 72)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 72)
- المحتوى
-
الذي تتعلق نتيجته: بالدرجة الأولىء بموّشرات الميزان العسكري. ولذاء فان كل جانب
يسعىء مقدّماً .إلى اضعاف الميزان العسكري للجانب الآخريعدة طرق أهمها أعمال القتال»
سواء كانت محدودة أو شاملةء أى إلى تفريق الجانب المضاد بحيث يمكن التفاوض مع هذا
الجانب على خطوات يكون فيها ميزان القوى لصالحه. وقد اتبعت اسرائيل هذا الاسلوب مع
العرب العام 9 عند عقد اتفاقات الهدنة, ويعد العام 1917/7 عند أبرام اتفاقيات 300
بين القواتء واتفاقيات كامب ديقيد ؛ كما اتبعتها في الصراع المسلح ذاته حينما كانت تقابل
كل جيش عربي على حدة في غياب تعاون عسكري عربي كافء والافتقار إلى التنسيق بين
أعمال الجيوش العربية.
تقوم إستراتيجية اسرائيل في التفاوض مع العرب على أسلوب تقسيم الجانب المضاد الى
أقسام صغيرة تحتفظ لنفسها فيه دائماً بالتفوق. ويبدو هذاء أول ما يبدي في إصرارها على
المفاوضات المباشرة؛ إذ ترمي هذه الاستراتيجية الى اخراج القوى الدولية المساندة للعرب من
الميزان. ويبرز في هذه القوى, أساساً قوة الاتحاد السوفياتي» والصين الشعبية, وما تمثلانه
على صعيد المساندة العسكرية. وهي تتصور أن قبول الأطراف العربية بالمفاوضات المباشرة
مع اسرائيلء بما يعنيه ذلك من استبعاد هذه القوى من جهودب التسوية: يمكن أن يضعف
العم العسكري الذي تتلقاه الأطراف العربية منهماء بينما تحتفظ هي بتحالفها
الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية التي أصبيحت شريكاً في عملية السلام - إلى
جانيها - بما يشكله ذلك من ثقل عسكري ضخم يجعل الطرف العربي المفاوضء في الجانب
١ الآخرء شديد الضعف بالنسبة إليها. ويحتم عليه قبول شروطها أو العودة إلى الصراع
المسلح. وليس طرح اسرائيل اعادة العلاقات بين موسكى وتل ابيب كشرط لمشاركة السوفيات
في جهوب التسوية إلا محاولة ترمي» بالدرجة الأآولى؛ إلى اقصائهم عن هذه الجهود؛ أىء وفي
حال اعيدت العلاقات» فانها لا بد ان تؤشر بشكل سلبي في العلاقات العربية السوفياتية,
والدعم السوفياتي للعرب.
على أن المفاوضات المباشرة لا تقتصر على ذلكء بل أنها » أيضاًء » تتيح لاسرائيل الانفراد
بكل دولة عربية على حدة بحيث ترجح الميزان لصالحها دائماء وتخلق فرصاً أكثر للاختلاف
العربي» وتعمق الخلاف بين دول المواجهة ودول الدعم بحيث تضعف إحتمالات انقلاب
الميزان ضدها. وإذا كان الاستثناء الوحيد في ذلك هو إصرار اسرائيل على التفاوض مع
الأردن» وكأنها تهدف الى تجميع الشغبين الفلسطيني والأردني» قان هذا يرجمع» أولاء إلى
اسياب جيوستراتيجية سيجرى يدثها فيما بعد بالاضافة الى أنه في الحقيقة يثير الخلاف
بين الفلسطينيين والأردن؛ ؛ ثم هي تثير الخلاف بين الفلسطينيين أنفسهم بمحاولة التفريق بين
فلسطينيين منتمين الى منظمة التحرير الفلسطينية وآخرين غير منتمين إليهاء وفلسطينيين
إرهابيين وآخرين معتدلين» وفلسطينيين د اخل الأراضي ال محتلة وآخرين خارجهاء بحيث يتفتت
ميزانهم العسكري. كما تبدى استراتيجية اسرائيل واضحة في بدء التسوية مع الأردن
والفلسطنيين قبل التسوية مع سورياء بحيث تبدو سوريا. في النهاية» وحيدة باختيار عسكري
محدود ويميزان ن عسكري أقرب إلى التوازن رقمياء مع إحتمال تفوق نوعي إسرائيلي يحقق
تفوقاً عاماً لاسرائيل عليها.
وعلى العكس من ذلكء نجد أن القوى العريية تسعى إلى إجراء القسوية من خلال مؤتمر
كلا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22441 (3 views)