شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 88)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 88)
المحتوى
الحكومة الاسرائيلية بتقديم اعتذار رسمي بشأن حادث التجسس والادعاء بانه تم بمبادرة فردية دون
معرفة السلطات الحكومية. وبسبب رغبة الحكومة الاميركية في اقفال ملف القضية بالسرعة الممكنة بادرت
بقبول الاعتذار الاسرائيلي وتوجيه انظارها واعلامها الى التركيز على اجراءات استجواب الدبلوماسيين
الاسرائيليين ذوي العلاقة بالقضية.
وكجزء من عملية التمويه واللفلقة, اتجه الاعلام الموالي لاسرائيل» وبعض عملائها على الساحة
الاميركية, الى التمييز بين «التجسس على أميركا» ى «التجسس في أميركاء. وحسب ادعاءاتهم يعني
التجسس على اميركا محاولة الحصول عنى المعلومات السرية المتعلقة بقضايا اميركا الأمنيةء خاصة
العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية. اما التجسس في أميركاء فهو عمل يقصد منه استخدام الساحة
الاميركية لجمع المعلومات السرية عن القوى المعادية غير الاميركية. ولا كانت اسرائيل - حسب ادعاءات
تلك الجهات - محاطة باكثر من ‎١٠١‏ مليونا من الاعداء, وان عملية التجسس استهدفت جمع المعلومات
السرية عن الجيوش والقدرات العسكرية العربية المعادية فان قضية بولاردء في هذه الحالء كانت عملية
تجسس اسرائيلية على الساحة الاميركية؛ ولم تكن عملية تجسس على قضايا الأمن الأميركية. ولذلك»
وبسبب ما يريط اسرائيل بالولايات المتحدة من روابط صداقة وتعاون استراتيجية: يشكل اختراق
المخابرات الاسرائيلية لحاجز السرية في واشنطن احراجاً للادارة الاميركية وليس تهديداً حقيقياً لمتطلبات
الامن الاميركية .
وبعد قيام فريق من المحققين الاميركيين برئاسة قاض يهودي بزيارة اسرائيل والاستماع الى أقوال
الدبلوماسيين الاسرائيليين اللذين مُرّيا من اميركا قبل افتضاح الأمرتم اقفال ملف القضية دون ان تترك
آثاراً سلبية على العلاقات الاسرائيلية ‏ الاميركية. وعلى الرغم من ان أمن بعض الدول العربية كان هو
المستهدفء قان تلك الدول ‏ على ما يبد لم تحاول التحقق من نوعية وكمية المعلومات التي حصلت
اسرائيل عليهاء كما انها لم تحاول تحديد طبيعة وحجم الاضرار والمخاطر التي أخذت تهدد أمنها.
وبعد اقفال ملف فضيحة جوناثان يولارد وانتهائهاء » من وجهتي النظر الاسرائيلية والاميركية» فانه
لابه من تسجيل بعض الملاحظات عليها من وجهة نظر عربية: ‎١‏
‎١‏ ان اسرائيل.حاولت, من خلال تلك العملية» استغلال امكانات اللكنرليجيا الاميركية وقدرات
أجهزة المخابرات الاميركية للتجسس على البلاد العربية بطريقة غي مباشرة: وانها ‏ كما ادعت بعض
الاوساط الصهيونية ‏ حاولت التأكد من صحة ودقة المعلومات التي أتقدمها المخابرات الاميركية إلى اجهزة
المخايرات الاسرائيلية بشكل منتظم حول الاوضاع العسكرية وغير العسكرية: في البلاد العربية.
‏؟ - ان تلك العملية استهدفت: بالتحديد, معرفة اكثر ما يمكن معرفته من التقاصيل عن القدرات
العسكرية للدول العربية ذات الصلة الوثيقة بأميركاء وهي الاردن ومصر والسعودية.
‏ان تجاح اسرائيل في اختراق حاجز السرية الاميركية يطرح العديد من الاسئلة حول مدى ما
ع عمليات التجسس الاسرائيلية على الساحة الاميركية وحول ما اذا كان من الممكن» بعد اليوم,
استمرا ر ائتمان اميركا على أي من الاسران العسكرية العريية.
‏ان طريقة لفلفة القضية بالشكل الذي سبق ايضاحه يفتح المجال لقيام اسرائيل؛ مجدداً بتكرار
عملية ا على البلاد العربية باستخدام اجهزة المخابرات الاميركية: وذلك دون خوف أو ريب من
ردود فعل الحكاة الاميركية.
‏ن الموقف الاميركي المتساهل والمتسامح واللاهث وراء ايجاد الاعذار والمبررات لممارسات
مكيل تلك يعكس., في الواقع» درجة الاستهتار والاستهانة الاميركية بعلاقاتها بالدول العربية؛ ومدى
حرصها على قضايا أمن الدول العربية الصديقة؛ والتي أصبحت - على ما يبدى ‏ مجالاً مستباحاً
لنشاطات المخابرات الاسرائيلية.
‏وعلى العموم» أشارت التحقيقات الصحفية التي نشرت بمناسبة افتضاح قضية جوناثان بولارد
وحاولت استكشاف آفاق وطبيعة التعاون الأميركي - الاسرائيل في مجال تبادل المعلومات السرية الى ان
‏/ا4
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39485 (2 views)