شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 89)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 89)
المحتوى
أسرائيل أصبح بامكانهاء عملياً, » الحصول على كل ما تريده من معلومات سرية؛ اذ ان نجاح الصهيونية في
غرش اصدقائها وعملائها في مراكز صنع القرار السياسيء أو بالقرب منه؛ مكنها من التعرف: على توجهات
السياسة الاميركية قبل الوصول الى مرحلة القرارء وبالتالي منحها فرصة التدذل للحيلولة دون اتخان
القرارات التي لا تنسجم مع أهدافها وسياستها. وإقد ذكرت جريدة «النيويورك تايمز» أن الملحق
: العسكري الاسرائيلي في وشنطن يحمل تصريحاً من وزارة الدفاع الاميركية يَخوله حق' دخول المناطق
والمكاتب: المحظورة, وانه كثيراً ما يقوم بزيارة تلك الوزارة. في ساعات الليل ويطلب معلومات سرية بصورة
مستعجلة وذلك كما يدعي - لتمكين اسرائيل من مواجهة تطورات أمنية مفاجئة. وبسبب تعذر الوصول
الى كبار المسؤولين الاميركيين عن القضايا الامنية في ساعات الليلء وعدم قدرة المسؤول المتواجد في
الؤزارة على رفض الطلب المستعجل للملحق العسكري الاسرائيي» فان الأخير يحصلء في العادة, على ما
يريد من معلومات سرية. وهذا يعني ان عمليات التجسس الاسرائيلية على الساحة الاميركية ليست الا
وجهاً مميزاً من أوجه تبادل المعلومات السرية. الخاصة باليلاد العربية» وان الأمن القومي العربي ‏ اذا
جازت التسمية في ظل الاوضاع الراهنة ‏ أصبح مستباحاً استباحة كاملة. من قبل اجهزة المخابرات
الاميركية والاسرائيلية:
عمليتا مطاري روما وفييئا
لق جاء الهجومان على مكاتب شركة الطيران الاسرائيلية (العال) في روما وفيينا بعد رحلة قام بها وزير
الخارجية الاميركيء جورج شولتسء لعدة.اقطار اورونية؛ وإستهدفت تجنيد. قوى الحلفاء الاوروبيين
لمقاطعة منظمة التحرير القلسطينية تحت شعار بمكافحة الارهاب الدولي». ونا كانت رحلة شولتس جاءت
هي الأخرى في.اعقاب الغارة الاسرائيلية على تونس واختطاف الباخرة الايطالية اكيل لاورو واختطاف:
طائرتين مصريتين من قبل القوات الامبركية ومسلحين مجهولي الهوية» فان حادثي روما وفيينا استحوذا
على كل الاضنواء الاعلامية واختزلا اهتمامات واشنطن في قضية واحدة, هياقضية ما يسمى بالارهاب
الدولي. ‎١‏ 1
واذا كان رد الفعل الاميركي قد اتجه في الأيام. الاولى الى النصح بضيط النفس.وتحذير اسإرائيل من
مخاطر. تصعيد ردود فعلها على تلك الاحداث, فان الموقف الاميركي سرعان ما تغيرم,حيث اتجه الى
التحريض .على ضرب القوى العربية المتهمة بتشجيع واحتضان «المنظمات الارهابية». وم آخْل تحديد
نوعية الرد المناسب ومكانهء قامت -الحكومة الاميركية باتهام «جماعة أبى نتضال» بارتكاب تلك الاعمال
والادعاء بوقوف الحكومة الليبية خلفها. اما الحكومة الاسرائيلية» فقامت باتهام منظمة التحرير
الفلسطينية واعتبارها المسؤول الأول عن كل «الاعمال الارهابية». وبالتالي التحريض على الانتقام منها
والمطالبة بضرورة معاملتها كمنظمة ارهابية. وعلى الرغم من اعتراف اكثر من مسؤول أسرائيلي بعدم
مسؤولية المنظمة عن عمليتي روما وفييناء فان التركيز عليها استهدف, في الواقع, اضعاف مصد اقيتها
وشرعيتها الدولية واجبارها على التراجع الى مواقف دفاعية جديدة. وفي الوقت ذاته, اتجهت الحكومة
الاسرائيلية الى مطالبة الحكومة الاميركية بأخذ زماخ المبادرة في الرد على العمليات الارهابية والقيام بتأديب
القوى العربية التي تحتضن «المذظمات الارهابية». وهكذا اخذت الانظار والاضواء الاعلامية تتجه نحو
ليبا حيث بدأت'الاستعدادات للقيام بعملية عسكرية اميركية» أى اميركية ‏ اسرائيلية مشتركة؛ ضد نظام
حكم 'الرئيس معمر القذافي.
وإقد اشارت التقارير المختلفة الى معارضة وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) القيام بحملية جوية أى
انزال بحري» وذلك بسبب ضعف فرص النجاح وازتقاع التكلفة المادية والبشرية وربما السياسية. وفي
: غضون ذلك, جاءت نتائج بحوث المختصين والمراقبين السياسيين تقول بان اية عملية عسكرية ضد ليبيا
لا تتكفل بالقضاء التام على نظام حكم الرئيس القذافي ستكون نتيجتها تقوية مواقعه وزيادة شعبيته.
ولذلك اتجه التفكير في واشنطن من الانتقام العسكري الى التهديد السياسي والمقاطعة الاقتصادية؛ حيث
48
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18079 (3 views)