شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 90)
- المحتوى
-
قامت الولايات المتحدة باصدار الأوامر بوقف كافة العمليات التجارية مع ليبيا وعوبة المواطنين الأميركيين
منها وتجميد ارصدتها في البنوك الاميركية. وبعد قيام الرئيس رونالد ريغان باتخاذ الخطوة الخاصة
بالمقاطعة الاقتصادية دلّت استطلاعات الرأي العام على ان الاغلبية الساحقة؛ ونسبتها 8 بالمئة» تؤيد
تلك الخطوة, وان حوالى ٠١ بالمئة لا تمانع القيام بعملية عسكرية.
ومن اجل تصعيد الضغوط على الحكومة الليبية» قام نائب وزير الخارجية الأميركي بزيارة عدة دول
أوروبية؛: وذلك من اجل حثها على مقاطعة ليبيا والتعاون من أجل ما اسماه شمعون بيرس «الرد الجماعي»
على الاعمال الارهابية. ومن ناحية أخرىء اتجهت الحكومة الاميركية الى الاعلان عن احتفاظها بالخيار
العسكري؛ في حال فشل الخيار الاقتصادي والسياسيء والى وضع تفاصيل خطة عسكرية يمكن تنفيذها
عند الضرورة؛ وفي الوقت ذاته. ارسلت قواتها البحرية؛ ومن بينها حاملتان للطائرات: الى المناطق القريبة
من الشواطيٌ الميبية وذلك بحجة القيام بمناورات بحرية.
ويعد انتهاء المناورات الحربية بالقرب من الشواطي الليبيةء وهدوء الحملة الاعلامية والتهديدات
العسكرية: وقيام الدول الاوروبية برفض طلب واشنطن بمقاطعة ليبيا اقتصادياً؛ »فان عمليتي روها وفييناء
وما تيقب عليهما من تطورات:, تقوداننا إلى استخلاص عدة نتائج: أهمها:
ان الحملة الاعلامية وتصردي ات حلفاء اسرائيل داخل وخارج الادارة الاميركية وشهادات معظم
من 54 عليهم «خبراء شؤون الازهاب» استهدفت دقع الحكومة الاميركية الى القيام بعملية عسكرية
كبيرة ضد ليبيا باعتبارها مركزاً من مراكز «الارهاب الدولي» . وهذا يعني ان الارضية اصبحت جاهزة لقيام
الحكومة بضرب «المراكز الازهابية»» وإن الرأي العام الأميركي أصبح يتوقع» يل يحبذء القيام بمثل تلك
العملية. ولقد قال هودنخ كارتر, المتحدث الصحافي باسم وزارة الخارجية في ادارة الرئيس كارتس في مقابلة
تلفريونية؛ ان على اميركا اعلان الحرب ضد ليبيا والقيام بغزوها وتأديبها وتغيير نظام الحكم فيها.
ان التركيز على «ابى نضال» وعلى دور ليبيا استهدفء من ناحية؛ اتهام الفاسطينيين والليبيين»
وألى حد ما السوريين؛ بتولي عمليات الارهاب الدولية؛ ومن ناحية أخرى تحويل الانظار عن القضية
الفلسطينية وعن كون عدم ايجاد الحل العادل لها يعتبر من الاسباب الرئيسة لاستمرار وتصاعد
العمليات الارهابية الاسرائيلية والاميركية والفلسطينية.
ان تركيز الاعلام الصهيوني على المسؤولية الفلسطينية واتجاه الاعلام الاميركي الى تبني وجهة
النظر لقا بان «الارهاب والشعب الفلسطيني وجهان لعملة واحدة» يرمي الى استباحة الدم الفلسطيني
واعتبار قتل الفلسطينيين عملا مشروعاً يخدم الانسانية وضرورة من ضرورات الحفاظ على الحضارة
الغربية.
التحركات السياسية والحلول السلمية
اتجهت الادارة الاميركية, في آوائل هذه الفترة, الى اهمال القضية الفلسطينية وحصر نشاطاتها
المتعلقة بالبحث عن صيغة مقبولة لبدء المباحثات السلمية في تصعيد ضغوطها على الجانب العربي» وذلك
من أجل القبول بالمفاوضات المباشرة بين الاردن واسرائيل دون مشاركة رسمية من منظمة التحرير
الفلسطينية. وانسجاماً مع هذا النسق من التفكير قام وزير الخارجية الاميركي» جورج شوإتس. في اثناء
زيارته لاوروياء بشن هجوم واسع على م.ت.ف. واتهامها بارتكاب اعمال العنف والتحول الى منظمة
ارهابية. كما أضاف شولتس ان «استمرار ارتكاب المنظمة لأعمال الارهاب» يعني اسقاطحقها في المشاركة
في المباحثات السلمية. ويدلًا من توجيه اللوم إلى اسرائيل بسبب موققها المتصلب من مبدا «مبادلة الارض
بالشلام» وموضوع الوفد الفلسطيني الاردني المشترك؛ قام شولتس بتوجيه الاتهام إلى الدول العربية,
ألتي على حد تعبيره حالت خلافاتها الداخلية دون التقدم على طريق السلام. وفي الوقت ذاتهء قام
شولتس بتوبيخ الاوروبيين على تعاملهم مع منظمة التحرير الفلسطينية, وتذكيرهم بأن الجانب الاميركي
ما يزال عند موقفه الرامي الى الغاء دور المنظمة في «عملية السلام». ويبدو واضحاً أن حملة شولتس هذه
4 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)