شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 126)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 126)
- المحتوى
-
ويظهر ذلك في أعمال عبد الحميد الانشاصي ورشاد أبى شاور ومحمود الريماوي وفدوى طوقان ومصطقى
مرآن وغيرهم .
إلا ان ابرز ظاهرة, في هذه المرحلة, كانت ظاهرة «أدب المقاوبة» الذي انتشر بعد اللامبالاة والازدراء
الذي ابدته السلطات الرسمية والاوساط القومية في البلاد العربية, ازاءه وازاء عرب اسرائيل «الذين
اتهموا بالتعاون مع اسرائيل»؛ وهكذا انتشرت اشعار سميح القاسم وتوفيق زياد ومحمود درويش وسالم
جبران وغيرهم .
وإذا كان الكتاب الفلسطينيون أول من أبرز موضوع النزاع في الأدب العربيء فقد كانوا أول من
أدخل الشخصية الاسرائيلية إلى هذا الأدب, أيضاً. لكن المؤلف يأخذ على تصوير تلك الشخصية انها
كانت نمطية: انها في كل الحالات شخصية الجندي. أما الأدباء العرب فلم يستطيعوا خلق شخصية
اسرائيلية واقعية وهذا ليس بغريب؛ يقول المؤلفء فهم لم يستطيعوا, » أيضاً. خلق شخصية فلسطينية
واقعية ومقنعة؛ وذلك لان اعمالهم كانت تهدف, أصلاًء إلى الدعاية: الفدائي كبطل اسطوري سيعيد إلى
العرب شرفهم الذي دنسته الهزيمة. وهذه الصورة سوف تدعو إلى تضامن الوطن العربي مع الشعب
الفلسطيني وتدين لامبالاة الدول العربية ازاء اللاجئين.
يعالج القسم الثاني من الكتاب مرحلة حرب حزيران ( يونيى) وما تلاها. ويعتبرها مرحلة خصبة
وهامة بسبب الصدمة التى هرّت العالم العربي اثر الهزيمة. . ويسعى المؤلف إلى معالجة آثار تلك الهزيمة
من خلال انعكاسها على أيطال بعض الأعمال الروائية» كما في روايات سليمان فياض وجمال الغيطاني
واسماعيل فهد اسماعيل ونجيب محفوظ ويوسف القعيد وتوفيق الأسدي وغيرهم من كتاب الرواية,
مستنتجاً ان الاحباط والحيرة يميزان البطل في الجبهة؛ في حين يتصف البطل الموجود في المؤخرة (القرية,
المدينة) باليأس والكآبة. ويقسم المؤلف الشخصيات النمطية تحت عناوين مختلفة ؛ فهناك ضمن ما تطرحه
الروايات والمسرحيات ابطال مهزومون وآخرون متكيفون وغيرهم رافضون. أما الكتابة الأدبية؛ فقد
اتجهت نحو نقد السلطة متسربلة بالرمون. حيناً؛ وبالنقد الساخر, حيناً آخر؛ وهو نقد قد يأتي أكثر
راديكالية عندما يتجاوز كشف وجه السلطة ليشير إلى طرق التغيير. وقد يأتي ذلك عبر اسظهام تراث الآباء
والتوجه إلى الماضي لنقد الحاض. كما فعل زكريا تامر في قصصه؛ وسعد الله ونوّس في مسرحياته, مع إبراز
القلق الذي يطبع الفرد والمجتمع ازاء التقلبات المتكررة دون فقدان الأمل بالاتبعاث الحضاري.
وفي الملحق الذي اضافه المؤلف عن أدب ما بعد حرب تشرين الأول ( أكتوبر) 1977 يشير إلى
ظهور بعض الكتابات الحماسية إثر الحرب مباشرة ولكنها سرعان ما تلاشت. ذلك ان حرب تشرين الأول
( أكتوبر) لم تخلق أدباً جديداً مثلما فعلت حرب حزيران ( يونيى)» ورغم بعض الكتابات المتحمسة في
سوريا ومصر والعراق» فسرعان ما عاد الكتّاب إلى ما اعتادوا كتابته قبل الحرب» بالاضافة إلى بروز ظاهرة
نقد «الناصرية» بمناورة من السادات الذي عاد فالتف على حرية التعبير. وملا السجون بالمعتقلين من
السياسيين والكتّاب. ومن ثمّ واصل الأدباء, في مصر والعالم العربي, في السنوات التي تلت الحرب»
معالجة موضوع حرية التعبير.
إلا ان ما يركّز عليه المؤلف في هذا الملحق: يتمثل في ظهور كتابات فلسطينية ناجحة. وإذا كان عند
حديثه عن الآدب الفلسطيني بفرعيه, داخل الأرض المحتلة وخارجهاء لم يتطرق إلى انتاج ادباء «المناطق
المحتلة», فانه يبرر ذلك بعدم حصوله على اي عمل يستحق الاهتمام الخاص. أما في هذا الفصلء فانه
يشير إلى يرون عدة كتب هامة لاسماء باتت معروفة؛ فيعالج قصص جمال بنورة وروايات سحر خليفة
«الصبّاره واميل حبيبي «الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي الندس المتشائل» وسميح القاسم «إلى
الجحيم أيها الليلك», مستنتجاً. من خلال تلك الأعمال بروز عدّة ظواهر جديدة؛ مثل ظاهرة العمل في
اسرائيل التي «خلقت تبعية آخذة في الازدياد تجاه الاقتصاد الاسرائيلي» ورفعت من مستوى المعيشة
بشكل واضح؛ والأهم من ذلك؛ انها أضعفت العداء والكراهية نحى الاسرائيليين كشعب»» وهذا ما يظهر
في بعض قصص جمال بنورة ورواية «الصبّان لسحر خليفة؛ لذلك فانهما يتميزان عن باقي الكتّاب
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)