شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 8)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 8)

المحتوى

الولاء, والاتكالية التي صنعتها السنوات الطويلة من الضياع»(201.
فالاستقلالية الفلسطينية» والقطرية الفلسطينية» من هذا المنطلق, هما تصحيح لوضع
خاطىّ؛ ووضع الأمور في نصابهاء ذلك أن فلسطينية الثورة تعني الرجوع الى وضع الحصان
أمام العرية؛ بدل من وضع العربة أمام الحصانء كما كانت عليه الحال قبل ظهور الثورة,
وف ظل الهيمنة العربية على القضية »مما اعجن العرية عن التقده("3).
ويميّز منير شفيق بين القطرية المرادفة للاقليمية كواقع يميز الاقليميات العربية بفعل
واقع التجزئة ويفعل المصالح المترتبة على هذا الواقع, وبين واقع الشعب الفلسطيني الذي
يقتقر الى الواقع المادي الذي منه تستمد المصالح القطرية الاقليمية: «ان واقع الجماهير
الفلسطينية واقع غير قطريء بدليل ان الجماهير الفلسطينية» بغالبيتهاء وبشكل خاص
الفاعلة في الثورة الفلسطينية» لا تتواجد على قطر عربي وإحد ء وحتى قطرها العربي ققد منهاء
وفي موزعة بين مختلف الاقطار العربية» وبالتالي لا يمكن ان تتحرك الا ضمن مختلف هذه
الاقطار, وبالتالي ان تلتحم مع الجماهير العربية في كل قط سواء أرادت ام لم ترد»(").
ويستطرد شفيق موضحاً ان الثورة الفلسطينية» التي تناضل من اجل هدف تحرير
فلسطين» لا يمكن ان تكون ثورة قطرية؛ لأن هدف تحرير قلسطين ليس قطرياً » وائما هو هدف
قومي, بالاضافة الى ان حركة المقاومة الفلسطينية لا تنطلق في ممارساتها ونضالها المسلح من
على ايض 'فلسطينيةء بسبب خصوصية القضية: وانما تتواجد قواعدها وتنطلق مجموعاتها
المقاتلة وتتحرك على امتداد الارض العربية: وهى الامر الذي يفرض عليها الاحتكاك مع الواقع
العربي لتشويره. وهذا يجعل من الثورة الفلسطينية «نقطة الالتحام العربي مع العدو
الصهيوني» وهي بذلك قد بدأت عملية التفاعل في المجتمع بكل مؤسساته؛ وأبرز شيء [ف]
هذا التغيير هو حالة القلق والتوتر الجماهيري التي سادت [في] المنطقة العربية» فأحدثت أثرا
مباشراً على اتجاهاتها السياسية وروابطها القطرية وعلاقاتها الدولية»(9).
الا انه يُلاحظ وجود تباينات داخل صفوف «قتح) لمقهوم القطرية. فبينما نجد البعض
يقرٌ بوجوب القطرية القاسطينية» ويبرر وجودها باعتبارها قطرية ثورية تصب في المجرى العام
للنضال القوميء وهم بهذا يميّزون بين القطرية بمفهوجم الخصوصية النضالية» وبين
الاقليمية, نجد تياراً آخر ينقي الصفة القطرية عن الحركة, لانه يعتير القطرية مرادفة
للاقليمية التى هى نقيض للقومية؛ وقد مثل هذا التيان تحديداً» منير شفيق» الذي مع اقراره
بالوجه الفلسطيني للثورة» الا انه ينفي عنها صفة القطرية؛ انطلاقاً من رؤيته للقطرية كرديف
للاقليمية التي هي السمة الغالبة في الواقع العربي الحاليء والتي يرجع جزء كبير من تردي
الوضع العربي لوجودها وممارساتها الضارّة بالمصلحة القومية العامة وحتى بمصالح
الشعوب العربية في كل قطر على حدة. ويهذا ينبه شفيق الى ان «من الضروري الانتباه الى
ان الواقع العربي واقع قطريء ورفض كل الممارسات القطرية»(29.
كما حذَّر بعض قادة «فتح» من الآثار السلبية التي يمكن ان تترتب على التركيز على
الوجه الفلسطيني للثورة. وفي هذا المجال» يعتبر ناجي علوش ان الثورة الفلسطينية ولدت
وهي تعاني من اشكال خطير يتمثل في دعوتها الى قيام كيان فلسطيني؛ ويعتبر هذا تحولاً من
الدعوة القومية الى الدعوة القطرية ؛ ويرى ان الممارسات اليومية للثورة اعطت القضية بُعداً
«فلسطينيا»: من جهة وعدا «قومي. من جهة أخرى» إلا ان هذا الآخير عفوي وسطحي .
37

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 158-159

تاريخ

مايو ١٩٨٦

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات