شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 16)
- المحتوى
-
الثورة الفلسطيئية؛ وبالتاليء فهي ترى ان الامن الاقليمي الذي تتمسك به الدول العربية
المجاورة لفلسطين المحتلة يتناقض مع قومية المعركة ومع مفهوم الامن القومي ؛ قهى يكربس
التجزئة, ويحد من نشاط الفدائيين» وهى بهذا «خدعة استعمارية رجعية تمثل النضال
القلسطيني تمكّلاً خاطئاً: اذ ترى في العمل الفدائي تهديداً لسيادتها الاقليمية4597).
الا ان المثير هو ان تدعى «فتح» الى «ان تراعى ضرورات الامن العربي في جميع الاقطار
العربية: كما عليها ان تراعي ضرورة استقرار الاوضاع العربية في الداخل حتى تتجنب
الارهاق الثوري على الامة العربية(4؟).
وهذا القول يدعى إلى الدهشة. فهل الاوضاع العربية سليمة وتعمل لخدمة العمل
الثوري حتى يُحافظ عليها ؟ واذ! كان الجواب بالايجاب» فما هو مبرر وجود الثورة ؟ كما أنه
كيف يمكن أن تنتصر قضية فلسطين دون تغيير جذري في الوضع العربي ؟
ويبدى ان هناك بعض المنزلقات الفكرية التي سقطت فيها «فتح», وتتعلق برؤيتها
المحافظة على الوضع القائم في العالم العربي» وكأن لا هم للامة العربية الا القضية
الفلسطينية» واي تغيير سيحدث هو ضد المصلحة الفلسطينية. ويبدىو أيضاًء ان ما اباحته
«فتح» لنفسها حرمته على الآخرين؛ ذلك انها في الوقت الذي اعترفت بأن خصوصية كل قطر
هي التي تحدد الشكل النضالي لجماهير هذا القطر, وان الثورة العربية الكبرى لا تتم الاامن
خلال ثورات قطرية. لكنها عندما تعرضت للوضع العربي اعتبرت دان اي اصلاح اجتماعي
أى دقع للتطور الاقتصادي في قطر من الاقطار المجاورة. بمعزل عن الاقطار الاخرى, هو
بمثابة ترسيخ للاتجاه الاقليمي والكيانات السياسية التي تعيق عملية القيام بثورة عربية
شاملة... لان مثل هذ! التطور يجعل القيادات السياسية تركز جهودها ونشاطها على القضايا
المحلية متجاهلة ترابطها الديالكتيكي مع الاقطار الاخرى»("4).
ونعتقد بأن هذا التحليل كان يفتقر الى الدقة وإلى الفهم الجدلي للعلاقة بين الواقع
العربي' كأنظمة وتجزئة؛ وبين وجود اسرائيل والمصالح الامبريالية؛ وان استقرار الاوضاع
يعنى استمراري ية التجزثة, استمرارية الهيمنة الامبريالية واستمرارية الانظمة المرتبطة
والمنتفعة بهذا الوضع. الا ان «فتح» بررت تصوراتها السابقة؛ وبنت سياستها البرغماتية
السابقة على اساس ان المقياس للثورية والتقدمية ليس العمل من اجل التحولات الاجتماعية
الداخلية, اى الافكار الثورية المجردة» بل هى التوجه الكلي نحي فلسطين» لآن «التوج» تحقى
فلسطينء واشعال المعركة في الارض المحتلةء محك لا يخطيٌ ابداًء وميزان صادق» حتماً يميز
الخائن العميل من الوطني المخلص. ان القوى التورية في المنطقة العربية يجب ان تدرك»
بوضوح» ان نقطة الاحتكاك مع الاستعمار والعملاء والصهيونية هي في الارض المحتلة,(7؟).
واذا كانت «فتح» طرحت شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية كقانون
للتعامل مع الانظمة: فانها حددت طبيعة العلاقة مع الجماهير من خلال الجبهة العربية
المساندة, واعتبرت ان هذه الجبهة تمثل الامة العربية كلهاء باعتبار ان الامة العربية مشاركة
للشعب الفلسطينيء با مال والسلاح والرجال؛ فدور الامة ليس مقتصراً على المساندة من
يعيدء بل هي جزء من المعركة وجزء من القوى المقاتلة, بل هي اساس القوى ال مقاتلة ى «ليس
هناك شيء اسمه فلسطينيون يقاتلون وجبهة عربية تساندهم من بعيد. .. انما هناك تلاحم
مصيري بين شعب فلسطين واخوانه ابناء الشعب العربيء وتوزيع الادوار في المعركة يقتضي
16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6706 (5 views)