شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 22)
- المحتوى
-
وممارساتها تجاه الثورة باستثناء حالات معدودة » فلا خلاف عليه.
لقد استطاع الواقع الرسمي العربي ان ينصب الشراك للثورة الفلسطينية التي ابتلعت
الطعم تدريجياًء بوعي أو من غير وعي. فقد كان على الثورة الفاسطينية؛ منذ البدء» ان تعرف
ان وجودها يتناقض, كلياًء مع الواقع الرسمي العربي» وأن المقياس لقوة الثورة الحقيقية
وفعاليتها وقدرتها على اعتلاء كرسي الممارسة العلنية ليس هو الاعتراف الرسمي العربي بهاء
ولكن مقدرتها على تثبيت جذورها التنظيمية الثورية بين الجماهير. وقدرتها على احداث
تغييرات لا بد منها في الواقع العربيء وقدرتها على زرع فكر الثورة في عقول الجماهير. الا ان
الشورة, بدلا من الانتظار حتى تحقيق هذه التغيرات الثورية نتيجة فعلها الثوري» قفزت
لتتسلم قيادة م.ت.ف.. ولتعمل في العلن» ولتهادن الانظمة, وتراهن على حسن نواياهاء اى
امكان تحييدها على الاقلء في الصراع الدائروفي صدامها مع العدى وتناست ان كل الثورات
التي شهدتها فلسطين, منذ بداية القرن» اجهضتها الانظمة العربية, أى ساعدت على
لقد حُدعت الثورة بحالة المسايرة والسكوت على وجودهاء الذي ابدته الانظمة العربية
بعد هزيمة حزيران ( يونيد ) 7 ويدلاً من ان تستشف ان هذا السكوت وهذا الرضى
الظاهري لم يكن اقراراً بفكرة الثورة؛ اوقبولاً بنهجهاء بقدر ما كان مناورة لامتصاص النقمة
الشعبية المتوإدة من هزيمة حزيران ( يونيى )؛ ولاشغال الجماهير العربية بهذه الظاهرة
الجديدة حتى لا تلتفت لواقعها المتردي. واطمأنت الثورة الى الواقع العربي» وتضخمت. مالي
واعلامياً ومكتبياًء حتى شعر الانسان العربي ان الثورة الفلسطينية قادرة على اجتراح
المعجزات, وان النصر صار قاب قوسين أى ادنى. وإنعكس هذا على نقسية الفلسطيتي تفسهء
حتى أنه ظهرت لدى البعض منهم حالة من الاستعلاء على الآخرين؛ واصبح بعض
الفلسطينيين يشعر انلا خورة الا الثورة الفلسطينية, ولا ثورية اوتقدمية الاتلك التي يملكها
الفلسطيني: الامر الذي خلقء بدوره, حالة من الشك والتردد وعدم الثقة في علاقة
الفلسطيني بالعربي احياناًء والاستعلاء على النضال العربي وحركاته التحررية.
ولكن حينما حانت الساعة؛ وجاء الاختبان انكشفت الصورة على حقيقتها. فالثورة
الفلسطينية اضعف من ان تنتصر على خصمها الشرس الاسرائيلي الصهيوني المدعوم
اميركياً. واضعف من ان تحافظ على قواعدها الاساسية. الا ان الوقت قد فات» واصبحت
الثورة الفلسطينية مقيدة بالاموال العربية وباللؤسسات المكتبية وبعلاقاتها غير المبدئية مع
الانظمة العربية؛ ومقيدة بالانتصارات السياسية والدبلوماسية التي حققتها بفعل نضال
الشعب الفلسطيني, اى حُققت لها عربياً بفعل البترول والمصالح الاقتصادية. والاخطر من
ذلك القيد الذي تشكله علانية الثورة وكونها اصبحت ورقة مكشوفة ومقروءة للجيمع. لقد
اعترفت الانظمة العربية بأن م.ت.ف. هي الممثل الشرعي والوحيد؛ وبعد ذلك قالت لها: «لنا
مالنا ولكم مالكم»» اذهبوا وحدكم وقاتلوا.
أنه من الصعب تصور اي قبول رسمي عربي للثورة الفلسطينية في ظل الواقع الحالي؛
وخصوصاً في دول الطوقء لما تعنيه الثورة من حالة تثوير وتحريض ورفض للواقع العربي؛
واي قبول يسمي عربي بثورة فلسطيذية مسلحة لن يكون الا من اجل التهرب من المسؤولية
القومية تجاه شعب فلسطين, وعلى أساس ان تتحول هذه الثورة الى «نظام» مثل بقية الانظمة
"5١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22322 (3 views)