شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 29)
المحتوى
«معالجته» بعملية «اعادة تجميع».
أن «التشتت» اليهودي لا يختلف عن «التشتت» » الاسلامي, أى المسيحي, أى الهندوسي ؛
ولا يختلقف عن تشتت مختلف الطوائف والشعوب والقوميات الصغيرة والكبيرة.
المراحل العبودية تلتها المراحل الاقطاعية, وهذه تلتها المرحلة البورجوازية. وفي كل هذه
المراحل تعرضت مختلف الفئات الانسانية للمآسي الوحشية والمدمرة أحياناً؛ والعادية أحياناً
أخرى.
تعرض الهنود الاميركيون والعديد من السكان المليين؛ في مختلف المستعمرات: للابادة
التامة؛ أى شبه التامة. وتعرض السكان المحليون في مناطق أخرى للظروف القاسية, التي
فرضت عليهم الهجرات الجماعية»؛ أى تسببت بموجات من الهجرات: لا حصر لها .
تعج أوروبا والاميركتان بالمهاجرين الآسيويين والأفارقة, الذين حملتهم الظروف القاسية
الى هناك, إما عييداً, اصطيدوا اصطياداً» ونقلوا قسراًء أى عمالً, هريوا من الجوع في
بلد انهم ؛ ولا يوجد إلا عدد ضئيل منهم من الذين هاجروا في ظروف شخصية حسنة.
حتى هجرة الأوروييين الى الاميركتين: أى الى غيرهماء فانها تحمل معنيين: الأول هو
المعنى الاستعماريء وهذا يخص قادة الحملات العسكرية: أو الاقتصادية؛ والمعنى الآخر
هو الهرب من الجوع, أومن الفقرء أو من المطاردة, وهذا يخص الكتل البشرية التي ساقها
الأولون معهم
نستطايً أن تجن في تاريخ العالم حالات: لا حصر لهاء من التشتت. هناك «التشتت»
الاسلاميء أو المسيحيء أى الهندوسي؛ وهناك «التشتت» العربيء والهندي. وهناك تشتت
الشعوب الافريقية بصورة خاصة ؛ كذلك هناك «التشتت» الانكليزي, والاسباني. والبرتغالي,
والفرنسي, الخ.
واذا كانت بعض حالات «التشتت», مثل «التشتت الشمال - أفريقي في فرنساء اى
التشتت اللبناني في الاميركتين؛ تحمل معنى موضوعياً. لانها تدل على عملية تشتت فعلية
واقعية جرت في أزمنة حديثة محددة: فان الدياسبورا. اليهودية لا تحمل أي معنى موضبوعي .
هذا لا يعني نفي واقعة السبي. البابي» ولا عملية التهجير الواسعة, العربية ‏ اليهودية من
اسبانياء اثر سقوط امارة غرناطة العربية في نهاية القرن الخامس عش ولا نفي الوقائع
التاريخية المماثلة؛ وانما يعني نفي الربط الاسطوري والوهمي بين الحلقات التاريخية
للطوائف . اليهودية في كل زمان ومكان. أنه يعني » ٠مثلاء‏ » نفي وجود أي دياسبورا لليهود
البولونيينء أى الدوس» أو اليمنيين» لى السوريين. زيادة على ذلك؛ من الضروري التشديد على
تفي المعتى الاساسي .المقصود بالدياسبوراء والذي ليس هو «التشتت» بالدرجة الأولىء واتما
الابتعاد عن المكان أليهودي المقدس: «أرض الميعاد» عموماً و «هيكل سليمان» خضوصاً.
بمثل هذا المعنى للدياسبوزاء لا حياة للمسلمين من دون مكة؛ ولا حياة للمسيحيين من دون
القدس. كيف يعيش هؤلاء المساكين في اندونيسيا والصين والهند, وفي أوروبا والاميركتين ؟
يجب ان يتكدس الجميع في الحجان وفي فلسطين. أم إن لليهودء وحدهمء دياسبوراء وليس
للطوائف الأخرى مثل ذلك 5
علمانياً. تركز الصهيونية على الجانب المأساوي في الدياسبوراء أي على التشتت؛ كي
تصوغ بذلك أدبياتها السياسية الموجهة إلى غير اليهود ؛ ودينياًء تركز على الجانب الروحي قُِ
584
تاريخ
مايو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58840 (1 views)