شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 35)
- المحتوى
-
تظهر لهجتان: الأولى تعتمد على الأنين ومناجاة الضمير العالمي؛ من أجل الانصاف والمساعدة
على حل القضية؛ والثانية تعتمذ على الارغاء والازباد وقذف «العدىي بشواظ الكلام. كثيراً ما
كانت تلك الادبيات تحتوي على اللهجتين معاًء اللتين؛ رغم تناقضهما الظاهري؛ تنتميان الى
أساس انفعالي واحدء معبر عن ذات الواقع السياسي القائم. اللهجتان تعيران عن العجزء
وعن التخبط الناجم عن ذلك العجز.
مناجاة الضمير العالمي مقصود بها مناجاة ضمير الدول الرأسمالية الكبرى, التي
تؤلف, عموماً, القيادة السياسية العامة للامبريالية, أي للطرف الذي يؤلف العدوان
الاسرائيلي جزءاً تنفيذياً من مخططاته . لذلك كان هذا «الضمير؛ وما يزال؛ مرتاحاً لما يحدث,
' مثلما كان الملك نبوخذ نصّر مرتاحاً: تماماً. لعملية السبي التاريخية. الضمير العالمي؛ الممثل
بالامم المتحدة, لا أهمية له بالنسبة إلى اسرائيل؛ لأن «فيتى» الدول الأمبريالية يبطل مقعوله
بسهولة. وضمير البلدان الاشتراكية: لا تسمح الأوضاع السياسية والاجتماعية
والاقتصادية في البلدان العربية بالتوجه اليه, إلا بمقدار؛ وهذا المقدار هى الذي يعود اليه
فضل كبير في الحفاظ على الاستقلال السياسي للعديد من البلدان العربية.
الارغاء والازباد يعبران» بشكل أقوى من مناجاة «الضميره» الأمبريالي» عن حالة العجز
التي عاشها الكثير من العربي. .
عندما انتقل الرد العربي من حيز العجز الى حيز الفعل, وذلك بأمرين: الأول التوجه,
جزئياً: الى البلدان الاشتراكية؛ من أجل السلاح؛ والثاني تشكيل منظمة التحرير
الفلسطينية ؛ بقيت ثمة نقاط ضعف كثيرة, قيل فيها الكثين ونحن لا نريد , هناء تكرار مثل ذلك
وانما نود الاشارة الى بعض الجوانب الاساسية؛ التي ربما يُنظر اليها حتى الآن بشكل آخر.
لقد جابه الرد العربي» بمختلف اجتهاداته, الطرح الصهيوني باعادة الوضع الذي نشا
عن الدياسبورا. اليهودية الى نصابه؛ بطرح نقيض يتضمن اعادة الوضع ألذي نشا: عن
:التشتت الفلسطينيء أو العربي الفلسطيني: الى نصابه. هذا الطرح النقيض هو صميح
منطقياًء » وهى اكثر من ذلك2, مبني على التسلسل الواقعي للأحداث المؤلة:.منذ بداية :القرن
حتى الآن» ويختلف, جذرياً؛ عن الطرح الصهيوني المبني على الخرافة. .
لكن يختلف الطرح الصهيوني عن نقيضه العربي بأمر أساسيء هو أن الامبريالية تتبنى
الطرح الصهيوني» وتعتبره جزءاً من مخططاتهاء بينما تحارب, بكل شراسة» ويكل الوسائل»
الطرح العربي.
اذن؛ يقع الصراع' العربي, تاريخيأء في اطان الصراع مع الامبريالية. ٠ وعدم فهم هذه
الحقيقة هو الذي يتسبب بالانزلاق .في .مختلف التخبطات, وبالتعرض: دوماًء للمزيد من
الكوارث .
وليس المقصود, هتاء » الفهم الصوري للحقيقة المذكورة. لآن هذا حاصلء ومنتشر لدى
أغلب الوطنيين المهتمين بالقضية الفلسطينية. انما المقضود, أن الانطلاق من مبد! الصراع
مع الأمبريالية يتطلب موقفاً شمولياً متعلقاً بالموضوع.
الواقع أن الصراع من الامبريالية ليس وظيقة الفلسطينيين, » أى العرب» وحدهم, ولا يكفي
لا اوبتك ولا هؤلاء لمجابهتها بقواها المادية والمعنوية , الصراع مع الامبوالية موعملية تاريخية
تشارك فيها جميع الشعوب, بما في ذلك اليهوب. هذا المنظور يحدد, بسهولة, التجالفات
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)