شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 82)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 82)
المحتوى
مصيرة.
ويعد تعثر المباحثات الاردنية ‏ الفلسطينية» قام الملك حسين بالقاء خطابه الخاص بوقف التنسيق
مع منظمة التحرير الفلسطينية؛ وهى الخطاب الذي لاقى الترحيب من جانب كلا الطرفين الاميركي
والاسرائيلي. وكما اشارت الصحافة الاميركية» يبدى ان تلك الخطوة؛ من جانب الملك حسينء كانت
تستهدف استكشاف آفاق وحدود ما يتمتع به الموقف الاردني من دعم في كل من الضفة الغربية وقطاع
غزة, من ناحية؛ ومدى تأييد الدول العربية المعنية بمباحثات السلام لموقف جديد يقوم على تشجيع بروز
قيادة فلسطينية بديلة؛ من ناحية أخرى.
وعلى الرغم من ترحيب كلا الجانبينء الاميركي والاسرائيلي» بالخطوة الاردنية؛ الا انها - وعلى حد
تعبير صحافة كلا الطرفينء لم تقدم من التنازلات ما يكفي لمعاودة عملية البحث عن السلام. اذ بينما اعلن
الملك حسين وقف التنسيق مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ اعلنء في الوقت ذاتهء تمسك الاردن
بالاسس التي قام عليها اتفاق شباط ( فبراير ) 148 بين الطرفين. وبالاضافة الى ذلكء قام الملك حسين
بالتركيز على العلاقات الخاصة. والتاريخية, التي تربط الشعبين العربيين: الفلسطيني والاردنيء وبالتالي
عدم التنازل عن مبد! مشاركة كلا الجانيين. على قدم المساواة, في المؤتمر الدولي المقترح. ونتيجة لذلك»
اتجهت التعليقات الاميركية والاسرائيلية الرسمية: وغير الرسمية» الى القول ان خطاب الملك حسين ادى
الى كشف حقيقة منظمة التحرير الفلسطينية كعقبة في طريق السلام, ولكنه لم يطرح بديلاً مقبولاً يمكن
من خلاله مواصلة تلك العملية. ومن ناحية اخرىء اتجهت الاوساط الاميركية والاسرائيلية الى القول ان
الخطوة الاردنية ادتء عملياً الى اخراج المنظمة من مساعي السلامء باعتبارها طرفاً معادياً للسلام.
ومن اجل تعميق شقة الخلاف بين الموقفين الاردني والفلسطيني؛ اتجهت الحكومة الاميركية الى حث
الاردن على الدخول في مباحتات مباشرة مع اسرائيل: باعتبار ذلك «الخيار الوحيد» امام الاردن؛ بعد رفض
منظمة التحرير الفلسطينية كل الضغوط والاغراءات التي حاولت حملها على القبول بقراري مجلس الامن
81 و 18!. وفي محاولة للتذكير بكامب ديفيدء ويكونه نجح في أقامة سلام بين مصر واسرائيل؛ اتجهت
الصحافة الاميركية الى ترديد ان من حق الاردن ان يقرر نوعية العلاقة التي تربطه بجيرانه, وان من واجب
الدول العربية الاخرى الاعتراف بذلك الحق واحترامه. ‎١‏
وعلى الرغم من اتجاه غالبية المحللين السياسيين في اميركا الى اتهام م.ت.ف. بمعاداة السلام
وتحميلها مسؤولية فشل «المساعي السلمية»» فان بعض اولك المحللين قام بتحميل الادارة الاميركية
واللوبي الصهيوني جزءاً كبيراً من مسؤولية تعطيل مسيرة السلام. اذ بينما قام البعض باتهام ادارة
الرئيس ريغان بالتقصير والقول بانها تركت امور المباحثات لبيروقراطيين حكوميين ليس في استطاعتهم
اتخاذ القرارات القادرة على دقع عملية السلام الى امام, اتجه البعض الآخر الى اتهام اللوبي الصهيوني
بتعطيل تلك العملية من خلال الضغط على الكونغرس لوقف صفققات السلاح المقترحة لكل من الاردن
والسعودية. وفي الواقع» قام هؤلاء بالربط بين تقديم السلاح الاميركي إلى «الاصدقاء» من العرب وقدرة
هؤلاء المرب على تقديم التنازلات المطلوبة لبدء عملية المفاوضات بين الجانبين؛ العربي والاسرائيلي.
ويضيف هؤلاء أن فشل أميركا في الايفاء بوعودها الخاصة بالسلاح للعرب «المعتدلين» يؤدي الى اضعاف
مصداقية ونفوذ الحكومة الاميركية في البلاد العربية, من جهة. ويدفع اولئك «المعتدلين» الى البحث عن
مصادر سلاح غير اميركي؛ من جهة أخرى. وهذا من شأنه اضعاق قدرة أميركا على المتاورة السياسية
وحماية اصدقائها ومصالحها في المنطقة العربية في المدى الطويل.
أما اللوبي الصهيوني, فقد قام باستغلال التطورات الجديدة لتأكيد مواقفه المعادية للعرب بوجه
عامء ولنظمة التحرير الفلسطينية بوجه خاص: والدفع في اتجاه تصعيد الضغوط على الاردن» وتقديم المزيد
من المعونات لاسرائيل. ويقول ذلك اللوبيء ان تقديم السلاح الاميركي الى دول عربية (الاردن والسعودية)
ثبت عدم مقدرتها ورغبتها في اقامة سلام مع اسرائيل» يعني إن السلاح المطلوب شراؤه سيوجه ضد
أسرائيل في المستقبل. ولذلك يدعى اللوبي الصهيوني الى اتخاذ موقف يقوم على اساس تحقيق السلام أولاًء
تاريخ
مايو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22190 (3 views)