شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 107)
- المحتوى
-
في هذا الاطارمن الاتصالات السرية المباشرة, والعلنية غير المباشرة كتلك التي شهدناها خلال الشهور
القليلة .الماضية, ولعبت فيها الولايات المتحدة الاميركية, من خلال مبعوتيها الى منطقة الشرق الاوسطه
مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسطهء ريتشارد مورفء وغيره, وما تم خلال هذه الاتصالات من
تبادل للرأي واستعراض للخطط التي تعرضنا لها آنفاً » عملت حكومة بيرس» بصورة تدريجية؛ على خلق
القاعدة المادية لانجاح مشروعها المشار اليهء في ما اطلق عليه «مشروع تحسين المعيشة لسكان المناطق
المحتلة», الذي كان وزير الخارجية الاميركية . جورج شولتسء أول من طرحه؛ وبدات تحركاتها لتغيير طابع
«الادارة المدنية» القائم في المناطق المحتلة والذي يشرف عليه عسكريون اسرائيليون, ؛ وتسليم رئاسة
البلديات في مدن الضفة الغربية المحتلة الى مواطنين عرب. ومن أجل ذلك, أجرى رئيس الحكومة
الاسرائيلية: في نهاية تشرين الاول ( اكتوبر) 1580؛ اتصالات سرية مع عدد من الشخصيات
الفلسطينية المعروفة؛ حيث اطلعها على بعض تفاصيل خطته. وقد خرج بيرس من هذه اللقاءات بارتياح,
لان تلك الشخصيات وافقت على المبادى التي طرحهاء بما فيها عدم مشاركة م.ت.ف. في المراحل الاولى
على الاقل (هآرتس, 99/ .)0540/٠١
.وذكرت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الاسيإئيلية ان بييس ووزير دفاعه, اسحق رابين؛ اتخذا
قراراً بتعيين ظافر المصريء رئيس الغرفة التجارية في نابلس» واحد اصحاب رؤوس الاموال الكبار في
المناطق المحتلة؛ رئيساً لبلدية نابلس (المصدر نفسه) .
وبدأتء بذلكء مرحلة جديدة من عمر محاولات سلطات الاحتلال ايجاد قيادة. فلسطينية من بين
سكان المناطق المحتلة» تكون بديلاً من منظمة التحرير الفلسطينية في حال قيام مفاوضات سياسية بين
اطراف النزاع في المنطقة, وتمثل سكان المناطق المحتلة فيها. الا ان الاتصالات؛ ومحاولات جس النيض,
سبقت القرار الاسرائيي بالتعيين بمراحل طويلة. وعلى ابواب المشاورات الاخيرة التي سبقت تعيين
المصريء كانت مدينة نابلس انقسمت بين مؤيد للخطوة وبين معارض لهاء وكان كل طرف استنفد حججه
الداعمة لموققه. وباعلان ظافر المصري واعضاء الغرفة التجارية قبولهم قرار التعيين وتسلم مجلس بلدية
نابلس ورئاسته, بدأتء من وجهة النظر الاسرائيلية, اول تجربة عملية في الضفة الغربية على طريق محاولة
ايجاد قيادة محلية بديلة من منظمة التحرير الفلسطينية - كما سترى لاحقاً تشارك؛ فيما بعد؛ في عملية
المفاوضات الاسرائيلية الاردنية, التي يفترض ان تأتي تدريجياً لتنفيذ مشروع تقاسنم السلطة بين
اسرائيل والاردن. 1 ١
أزمة البلديات ومحاولة خلق قيادة محلية
لم تتوقف المحاولات. الاسرائيلية للبحث. عن قيادة محلية من بين سكان المناطق المحتلة, تلعب دور
البديل لمنظمة التخرير الفلسطينية وتمثلهم في أية مفاوضات.سياسية محتملة: منذ أن خسرت اسرائيل
معركتها في انتخابات المجالس البلدية التي أجريت في نيسان ( ابريل ) من العام 1515. فقد جاولت,
آنذاك, احداث نقلة جديدة في طبيعة عمل المجالس اليلدية التي كانت تتمتع بوزن اجتماعي يحظى بتأييد
غالبية السكان, وتعتبر الهيئات الوحيدة على مستوى المناطق المحتلة المؤهلة لان تلعب دوراً سياسياً على
صعيد هذه المناطق. وكان الاعتقاد بان اجراء الانتخابات من شأثه أن يخلق قيادة محليةء تتمتع بنفوذ
قوي بين السكان يوازي نفوذ منظمة. التحريز الفلسطينية التي تم اقرار تمثيلها الشرعي للشعب
الفلسطيني في القمة العربية التي عقدت في الرباط؛ في المغرب, في العام 19176 . واعتبرت الاوساط الوطنية
في الضفة الغربية ان اسرائيل تسعى الى جعل الانتخابات مدخلا الى تسييس البلديات ومنحها صلاحيات
واسعة تتمشى مع سياسة «الادارة المدنية» التي كانت طرحتها في العام 151. وكان اندفاع عدد من
الشخصيات المؤيدة للمخططات الاسرائيلية لخوض الانتخابات عامل طمأنينة لسلطات الاحتلال التي لم
تقدر موازين القوى جيداً في حينه. هذه الموازين التي جعلت الرموز الوطنية في الضفة الغربية تندفع؛ بكل
ثقلهاء لخوض الانتخابات» متسلحة بموقف جماهيري داعم وبقرار رسمي من م.ت.ف. يدعم تحركها
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10380 (4 views)