شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 126)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 126)
- المحتوى
-
المخيمات. فلى كانت القوات المتفرغة وعناصر المليشيا الفاسطينية مهيأة لتقدم اسرائيلي» عبر رأس
البياضة والبازورية ولى استجابت لمؤٌشرات الحرب الواضحة المتمظة بالحملة الجوية التي سبقت الهجوم
البري بيومين من خلال زرع الألغام وتوضيع المدفعية والمجموعات المضادة للدبابات, لأمكنها ذلك من
عرقلة الهجوم لفترة أطول في منطقة البرج الشمالي - البص. كما كان بامكان الوحدات المنسحبة؛ لاحقاً:
ان تنتشر في البساتين المحيطة بالطريق الساحلي بين صور والقاسمية؛ لتستتزف القوافل الاسرائيلية. كما
كان بالامكان تهيئة العبوات الناسفة لتدمير الجسور الرئيسة لتأخير التقدم وفرض المعارك الموضعية
المزعجة على الخصم, وخصوصاً عند جسر القعقعية: يليه القاسمية والزهراني ( الغازية ) والخردلي
والحاصباني. وهنا يظهر جانب من سوء التوقع أقرت قيادة م.ت.ف. به. آلا وهى الاعتقاد بان الوجود
الفعلي لقوات الطوارئ الدولية وهيئة الامم المتحدة ستمنعان, أى تعرقلان, استخدام الجيش الاسرائيلي
لمحوري البازورية والطيبة القعقعية ( عدا محور القطاع الشرقي )؛ مما أثر في الانتشار الفلسطيني
المحلي في تلك النقاط.
وتالثاًء تدل معارك صيدا وعين الحلوة, حتى مع الاقرار بصعوية تحصين المدينة سلفاً؛ نظرا الى
الاشتباكات القلسطينية اللبنانية التي سبقت الحربء على ضياع الفرص بسبب سوء التخطيط والتوقع.
فقد وضعت م.ت.ف. قوات ضمن اختيار سليم للمواقع: عند الزهراني والاولي الكنلم يكن حشدها كاي
أو على الاقل لم توجد خطط جاهزة لدعمهاء وفقد الاتصال بها والاشراف عليها سريعاً. وقد تمكن ا مد افعون
عن الزهراني من صد انزال بحري اسرائيليء لكن لم يتكرر هذا النجاح عند الاولي. والحقيقة هي ان
المعارك الحاسمة بالنسبة الى مصير مدينة صيد! ومصير التقدم الاسرائيلي نحو بيروت كانت عند المداخل
الجنوبية للمدينة وعند جسر الاولي. وكان بامكان القوات المدافعة عن الجسر صد الانزال البحري المعادي
مثلما فعل المدافعون عن الرشيدية والزهراني وخلده و«السمرلاند». كما كان بامكان القوات المدافعة أن
تغلق المداخل الجنوبية كلياً. ١
غير ان الذي حصل هو ان مخيم عين الحلوة صمد صموداً بطولياًء قيما سلكت الدروع الاسرائيلية
الطريق العام وسط المدينة بحرية متناهية؛ بعد اليوم الثالث للقتال. وحين نؤكد أنه «كان بالامكان» اغلاق
المدخل الجنوبي» نستدل بوجوب قوات احتياطية في صيدا كان يمكن زجها باكرً", تضاف اليها مات
العخاصر المنسحبة من قضاءي الزهراني والنبطية والحامية المهجودة في بلدة الغازية. فكان من شأن أي
توقع سليم» يتبعه تخطيط وتوضيع مناسبان. ان يؤدي الى تركيز هذه القوات مع القليل من المدفعية عند
المداخل الجذوبية . فهل ان المثل الذي قدمه مدافعو خلدة»ء بقيادة العقيد عبد الل صيام» ٠» فريد بموقع خلدة.
او ان عدداً ممائلاًء اى اكبر. من الرجال المتحصنين بالمباني كان باستطاعته تقديم ملحمة مماظة في اكثر
من موقع في الجنوب ؟ واذا كان الجيش الاسرائيلي سيلتف حول صيدا ليكمل السير اى كان سيحتل
المدينة في النهاية, فلا ينفي ذلك حقيقة ان صمود المدينة لأيام عدة اضافية كان آمراً ممكناًء وربما كان
سيربك الخطة الاسرائيلية ويضاعف الخسائر ويمهل بيروت المزيد من الوقت, علاوة على احتمال إطالة
الصموب الى حدّ ارباك الوجود الاسرائيلي في القاطع الساحني شمال صيداء واحتمال اضطرار الجيش
الاسرائيلي إلى خوض عمليتي حصار في آن؛ مما يزيد من المتاعب العسكرية والاحراج السياسي» لم يكن
ذلك مستحيلاً اى مستبعداً ضمن المعطيات» ولم يمنعه وجوب خلل مزمن او ينيوي فحسبء بل سوء
استخدام ما توفر, فعلاًء نتيجة إخفاق قيادي, على مستويات عدةء أصاب عملية التوقع والتخطيط.
يستعرض الخالديء في الفصل الثالثء المدخلات العسكرية في اتخاذ القرارات لدى م.ت.ف. خلال
الحصار. ويبدا بشرح دور الاتصالات ووسائل الاعلام المحلية..والرأي العام المحلي» في ترسيخ روح
التصدي والمقاومة داخل بيروت, واهمية كل من تلك العناصر بالنسبة الى رؤية القيادة الفلسطينية. فكان
يترتب على تلك القيادة التي طال ما تعودت على المخاطر والتي وجدت نفسها في صيف العام 215417 في
* أريسل حوالي ٠٠١ رجل خلال اليوم الثاني: ؟ حزيران ( يونيى ) لاسترجاع تلة شرحبيل» مما يدل على وجود قوة في اليد .
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)