شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 18)
- المحتوى
-
العربية» ووضعت على محك التجربة اخلاصها للشعارات التي رفعتها.
وابتداءء؛ فان الحديث عن المواجهة بين الدول العربية واسرائيل» انما سوف يتعلقء هناء
أساساً: بموقف الانظمة العربية ازاء الكيان الصهيونيء مما يعني» ضمناً. الفصل بين
«الانظمة» وى «الجماهير». واذا استندنا الى التعريف القانوني للدولة باعتبارها «شعباً واقليماً
وحكومة»»: فان الحديث عن «الانظمة» انما يتعلق بالحديث عن التعبير النظامى للدولةء أو
الدولة كحقيقة نظامية؛ وليس عن المجتمع. ١
أيضاًء فان الحديث عن «الانظمة» العربية والكيان الصهيوني في هذه الدراسة انما
سوف ينصرف, تحديداً» الى العلاقة بين الطرفين باعتبارها علاقة «جدلية»» بمعنى انهاء أولاً:
علاقة تبادلية» تنطوي على تأثير وتأثر وهيء ثانياً. علاقة تصاعدية متراكمة تضيف فيها كل
مرحلة أبعاداً جديدة الى الطرفين معاً. بحيث تعيد تشكيل ملامحهما وخصائصهماء ثم انهاء
ثالثاً. علاقة تتم في اطار اقليمي ودولي يتفاعلء تأثيراً وتأثراًء مع كلا الطرفين.
في تلك الحدوبء تطرح هذه الورقة الاولية عدداً من العوامل أو المحدّداتء التي يمكن من
خلالهاء رصد العلاقة الجدلية بين «الانظمة» و «الكيان» على النحو التالي:
عامل نشاأة الدولة.
عامل تكريس الدولة.
عامل الشرعية.
لا سياسة الانظمة ازاء الكيان الصهيونى.
عامل نشآة الدولة
تقدم أفكار الباحث الباكستاني حمزة علوي, حول نشأة الدولة في العالم الثالث: نقطة
انطلاق ملائمة لنا هناء وذلك من حيث تأكيدها دور الدول الامبريالية في خلق أو تكوين الدولة
في مجتمعات العالم الثالث: أوما يسميها علوي «مجتمعات ما بعد الاستعمار».
وطبقاً لهذه الآراء. «فان المشكلة الاساسية حول الدولة في مجتمعات ما بعد الاستعمار
تنبع من حقيقة انها لا تنشأ على يد برجوازية محلية ( وطنية ) صاعدة: ولكن على يد برجوازية
امبريالية اجنبية»27).
والواقع انه لم تكن لدى أي من البرجوازيات الاوروبية التي كانت تتنافس في أوائل هذا
القرن على اقتسام ميراث الامبراطورية العثمانية في المنطقة العربية ( خاصة البرجوازية
البريطانية ): ما يدفعها إلى الاعتقاد بآن مصالحها في فلسطين تستلزم ايجاد دولة عربية
فيها. واذا رجعنا الى فترة الحرب العالمية الاولى: وبالتحديد الى العام :١141 حينما كانت
بريطانيا تعاني من مصاعب في منطقة الشرق الاوسط ضد تركياء في سياق تطورات الحرب»
فان بريطانيا مضت قدماً لتأمين اهدافها في تلك المنطقة عبر ثلاث خطوات محددة: الاتفاق
مع الشريف حسين ( اتفاق حسين مكماهون 1 الذي قدمت بمقتضاه الدعم «للثورة العربية
الكبرى» ضد الدولة العثمانية» وكانت عاملاً هاماً في هزيمتها العام 514١؛ ثم اتفاقية
سايكس - بيكو السرية العام ١917 مع فرنسا ( التي وافقت عليها روسيا ) والتي تم الاتفاق
بمقتضاها على أن تستولي فرنسا على سوريا ولبنان» وأن تستولي بريطانيا على العراق وشرق
الأردن وفلسطين. وكانت الخطوة الثالثة هي تصريح اللورد بلفور للبارون روتشيلد في تشرين
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)