شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 19)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 19)
المحتوى
الثاني ( نوفمبر) 215117 الذي أعلن فيه ان الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف الى
انشاء وطن قومى للشعب اليهودي في فلسطين(). مع التقدير الكامل لحقيقة الضغوط
الصهيونية ولاعتبارات السياسة الداخلية البريطانية» الا ان الاعتبارات الاستراتيجية في
فترة الحرب وقفت, أيضاًء وراء اعطاء ذلك التصريح: حيث اعتقد صانعو السياسة البريطانية
ان فلسطين اليهودية سوف تؤمن موقف بريطانيا في العالم العربي بعد الحرب» وتحمي,
كذلكء الطريق الحيوية الى الهندء فضلاٌ عن الاهتمام بكسب الدعم السياسي والمالي من يهود
العالم.
لقد كانت ارادة الدولة الامبريالية حاسمة في خلق الكيانات التي أصبحت,؛ بعد ذلك؛ دولا
في الشرق العربي. وفي فلسطينء فان ارادة تلك الدولة الامبريالية ( أي بريطانيا ) اتجهت الى
خلق دولة يهودية وليس دولة عربية باعتيارها الامر الاكثر انسجاماً مع مصالحها. أما عرب
فلسطين سواء أتحدثنا عنهم بشكل «عام» أو تحدثنا عن «البرجوازية الفلسطينية» على وجه
التحديدء فلم يكن بامكانهم ‏ وقد حرموا من ذلك العنصر الخارجي الخروري - أن يقيمواء
وحدهمء دولة فلسطين العربية. ان الشرط الامبريالي الخارجي لم يتوافر لخلق دولتهم.
وطوال العقوب الثلاثة التالية غلى صدور تصريح بلفور, فان جوهر المواجهة بين الانظمة
( أي بتعبير أدقء مشروعات الانظمة ) العربية, وبين الحركة اليهودية المتنامية في فلسطين,
كان محاولة انتزاع اعتراف الدول الامبريالية الغربية ( وبريطانيا على وجه الخصوص ) بحق
عرب فلسطين في انشاء دولتهم العربية دون جدوى. ولان رضى بريطانيا في تلك الفترة كان
امراً ضرورياً لان تستقرهذه الانظمة» فان حماسها ( أي تلك الانظمة ) للقضية الفلسطينية
كان يقف في اللحظة التى يضر هذا الحماس بهاء أي بمشروعاتها الخاصة لبناء دولها
المستقلة. ‎١‏ 1
ويعبارة محدّدة: فان الدور المحوري للدولة الامبريالية في خلق «الدولة» في العالم الثالث
لا يفسّر فقط قيام «الدولة» اليهودية وعدم قيام «الدولة» العربية في فلسطينء ولكنه يفسس,
ايضاًء الحدوب التي كانت تقف عندها قدرة الانظمة العربية الجنينية في المشرق العربي في
تناولها للقضية الفلسطينية. فلقد أَليٌّ الشريف حسين - بعد انتهاء الحرب - على بريطانيا
للوفاء بوعوبها التى تضمنت الاعتراف بفلسطين كجزء من الدولة العربية التى اتفق عليها
معها. واقترح الحسينء في اتصالاته مع البريطانيين خلال الاعوام 19375 - 1575: ان
تجعل فلسطين دولة مستقلة ذات حكومة وطنية تمثل كل السكان؛ ومن بينهم اليهوب» ويمكنها
الانضمام الى اتحاد مع الدول العربية؛ ولكن هذه الجهود ذهبت سدىء وانتهى الامر بتخلي
بريطانيا عن الحسين ونسيان مساعد اته(؟).
ولم يكن غريباً. اذاًء ان ابناء الحسين؛ ( فيصل وعبدالله ), اثر اعتلائهما سدتي الحكم
في العراق وشرق الأردنء لم يكونا في موقف يتيح لهما حرية العمل ازاء القضية الفلسطينية.
فقد تعهد فيصلء قبل اعتلائه العرشء, ان تقتصر جهوده على العراق وحدهاء ويمتنع عن أي
نشاط معاد لبريطانيا وفرنسا. كذلك تعهد الامير عبد الله, كشرط مسبقء ان يتجنب اثارة
مشاكل على الحدوب؛: سواء ضد فلسطين أو ضد مناصطق النفوذ الفرنسي . ويعبارة موجزة» فان
اعتبارات المحافظة على العنصر الخارجي الضروري لعملية «بناء الدولة» وضعت حدوداً
صارمة على قدرة الانظمة الوليدة على معالجة المسألة الفلسطينية. وفي الوقت الذي انشغلت
15
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)