شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 20)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 20)
- المحتوى
-
تلك النظم بالحفاظ على كياناتها الاقليمية الضيقة ويالحصول على «استقلالها», توجه اليها
عرب فلسطين يطلبون دعمها ضد المشروع الصهيوني الذي يستشري فوق ارض بلادهم
دون جدوى حقيقية.
وفي الوقت الذي سارعت الحركة الصهيونية الى اعلان قيام دولة اسرائيل؛ يوم انهاء
الانتداب البريطاني على فلسطين ( ١5 أيار مايو ١95/8 )» بعد ان هيآت أجهزتها الادارية
وقوتها العسكرية, وبعد أن ضمنت التنسيق الكامل مع القوى الدولية المسيطرة ( بريطانيا
والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي )»: فان الامر على الجانب العربي كان على
النقيض تماماً. حقاً » لقد شرعت «الهيئة العربية العليا لفلسطين», منذ أوائل العام /1 2,155
في وضع الاسس اللازمة لانشاء حكومة فلسطينية عربية في ١5 أيار ( ماي ) 15/4 :١15 يعد
انتهاء الانتداب» ولكن الظروف الموضوعية , على الصعيد الفلسطينيء والعربي» والدولي»
كانت أبعد ما تكون عن ان تجعل تحقيق ذلك أمراً ممكناً.
وتظهر وقائع السنوات من ١554 إلى ١55٠١ كيف اعتمدت القوى الوطنية الفلسطينية
على الانظمة العربية» خاصة من خلال جامعة الدول العربية» ثم من خلال التدخل العسكري
في فلسطينء لاستعادة فلسطين. وكيف ان هذه الانظمة: لعجزها وخضوعها للقوى الكبرى»
ما كان يمكن ان تقدم هذا الدعم.
وفي حين مكنت هذه الظروف - بما فيها الموافقة الصهيونية من ضم ما تبقى من
فلسطين ( الضفة الغربية ) إلى الأردن على اساس انه «لى لم تضم للأردن» فان اسرائيل
كانت ستستولي عليها» على حد تعبير الشيخ الجعبري تعليقاً على مؤتمر أريحا في كانون
الأول ( ديسمير) ٠ ,0(- 1١9548 فان تلك الظروف عينها هي التي حالت دون تحول اعلان
حكومة عموم فلسطين في تشرين الأول ( أكتوبر ) ١54/8 الى واقع فعلي بأي وجه. ورفضت
هيئّة الامم المتحدة اعتبار تلك الحكومة حكومة رسمية جديرة بالاعتراف الدولي؛ كما كان
للضغط البريطاني على الدول العربية الاثر الاكبر في انحسار دورها العربي؛ فضا مما مثلتة
هذه الحكومة وفقاً لمقررات المجلس الوطني الفلسطيني الأول في غزة العام ١5144 -
عامل سياسي معاد لبريطانيا واسرائيل» يحرج الانظمة العربية امام البريطانيين وأمام القوى
الوطنية العربية0).
عامل تكريس الدولة
٠ على أن تطيل العلاقة بين النظم العربية والكيان الصهيوني لا ينطلق» فقطء من تحليل
أة تلك النظم في سياق ظروف نشأة «الدولة في العالم الثالث؛ وحدود فاعليتها ازاء القوى
الامبريالية؛ وانما ينطلق» أيضاًء من تحليل طبيعة المرحلة التاريخية التي كانت تمر بها الدول
العربية الحديثة, عند مواجهتها للتحدي الصهيوني. فتبلور هذا التحدي في شكل «كيان»
يسعى لاكتساب شرعية «الدولة» انما تم, في الواقع؛ في ذات الوقت الذي كانت تتشكل ايضاً
الدول العربية المعاصرة, حيث كانت الدول العربية العام ١94/4 إما دولاً حديثة الاستقلال
أولم تحصل على استقلالها بعد أي انها كانت في مرحلة «نشأة» وتكرّن واثبات للذات,
ولذلك؛ وفي حين كان التحدي العربي عنصر دمج وانصهار للكيان الصهيوني المصطنعء فان
التحدي الصهيوني لم يكنء في الواقع» عنصر دمج وانصهار حقيقي للكيانات العربية الوليدة
.-؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)