شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 21)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 21)
المحتوى
مع بعضها البعض. ان ذلك لم يحدث لأن الدول العربية واجهت مقتضيات التنسيق
والتوحيد ( أي مواجهة التحدي الصهيوني: فضللاً عن نداء الوحدة العربية كنداء عاطفي
وتاريخي ومصلحي في ذاته ) في ذات الوقت الذي كانت تسعى لتدعيم نقسها «كدول»
واقع الأمرء اذاًء ان مقتضيات دعم «الدولة» تغلبت بشكل كاسح على مقتضيات
انصهار الدولة. ولقد جسّدت الجامعة العربية فشل العوامل الداخلية الداقعة الى الوحدة,
أي اللغة والتاريخ والمصالح الاقتصادية المشتركة في التغلب على المصالح الضيقة «للدولة»,
وكما يقول جميل مطر وعلي الدين هلال: «لقد ولدت الجامعة العربية لتعكس تناقض ظاهرتين
في المنطقة العربية؛ اولاهما ظاهرة حركة القومية العربية وسعيها نحو الوحدة, وهي الظاهرة
التي تتضمن اعادة النظر في الحدوب السياسية القائمة؛ وثانيتهما وجود دول مستقلة, أو في
سبيلها للحصول على استقلالها وبسيادتها. لذلك جاءت الجامعة ظاهرة فريدة في التنظيم
الدولي» منظمة اقليمية تضم دولا متجاورة جغرافياً. وبحكم ميثاقها تحترم سيادة كل من هذه '
الدول» ولكنها في الوقت نفسه منظمة تعبر- بحكم وجودها ذاته ‏ عن فكرة قومية»(").
وبالمثل» فان الحروب العربية ‏ الاسرائيلية جسّدت فشل العامل الخارجي المتمثل في
التحدي الصهيوني في التغلب على المصالح الضيقة «للدولة»؛ وفي دفع العالم العربي نحى
الوحدة العربية. واذا كانت حرب تشرين الأول ( أكتوير ) ‎١5177‏ جسدت اقصى ما وصل اليه
التفسيق بين الدول العربية في لحظات قليلة» فان هذا التنسيق سرعان ما تلاشى يعدها.
ومثلما نظرت النظم العربية الوليدة الى عضويتها للجامعة العربية نظرتها الى عضويتها
في الامم المتحدة, أي كميد ان تؤكد فيه شرعيتها «كدولة» مستقلة لها كافة مقومات الدولة» ولها
شرعيتها الاقليمية والدولية» فانها نظرت الى مواجهتها لاسرائيل» وهرولت للمشاركة في تلك
المواجهة أيضاً. كاداة او كمجال لاثبات وجودبها الذاتي» قبل أي شيء آخر.
ومن هذا المنظورء يبدو وكأن وجود الكيان الصهيوني اسهم في دعم «الدولة» في العالم
العربى: وليس في اضعافها. وفي المقايل» فان انشقغال الانظمة العربية. خاصة تلك المحيطة
بالكيان الصهيوني: بمشكلاتها الخاصة؛ ويدعم مؤسسات الدولة فيهاء أسهم في اعطاء هذا
الكيان خاصة في سنوات الانشاء الاولى» الفرصة الذهبية لتدعيم ذاته على كافة المستويات.
وفي الواقع؛ فان ممارسات تلك الانظمة خدمت الكيان الصهيونى من زاويتين محددتين:
الاولى» انهاء بتهديداتها اللفظية, وحملاتها الدبلوماسية: واعلانات التنسيق والحشد
فيما بينهاء اسهمت, دائماًء في التلويح بخطر داهم ضد الكيان الصهيونيء مما مكنه,
باستمرار. من استغلال هذا العنصر لتعبئة قواه الداخلية» وللدمج بين عناصره المتنافرة في
مواجهة الخطر الخارجي. وفي هذا السياق تأتي آثار العمليات الفدائية ( غير النظامية )
. التي كانت تشن عبر حدود اسرائيل من البلاد العربية المجاورة والتي كانت تشكل الملاذ
الضيق الوحيد المتاح امام الوطنيين الفلسطينيين للهجوم على العدو الصهيوني. وفي حين ان
هذه العمليات كانت ذات تأثير عسكري محدوبء الا انها قامت, بالنسبة إلى اسرائيل: بوظائف
هامة للغاية ليس فقط في شكل ابقاء الخطر العربي ماثلاً امام التجمع الصهيوني وانماء
ايضاًء لاعطائه المبرر لتوجيه ضربات عسكرية دورية الى البلاد المحيطة.
وقد عمدت اسرائيل والصهيونية العالمية الى استغلال كافة الشعارات التي رفعها العرب,
لحن
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)