شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 26)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 26)
المحتوى
وشجعت الفدائيين الفلسطينيين على الانطلاق من أرضها في اوقات كثيرة؛ انطلاقاً من مبدآ
«ان سوريا لا يمكن ان تسهم في الحفاظ على أمن اسرائيل». الا ان هذا الموقف ظل مرتيطاً
إلى حد بعيدء بالاعتبارات الاكبر للسياسة السورية. هذه الاعتبارات جعلت السماح للعمل
الفدائي من الاراضي السورية مرهوناً بعدم التورط في حرب شاملة خاسرة ضد اسرائيل»
وبمقتضيات المساومة والضغوط ضد اسرائيل وحلفائهاء فضلاً عن دخول العنصر
الفلسطيني ضمن عناصر الصراع الداخلي على السلطة هناك. خاصة مع حرص الدولة
السورية على انشاء ورعاية المنظمات الفلسطينية المرتبطة بها.
ويظهر استعراض العقود الاربعة التي مضت على اقامة الكيان الصهيوني, منذ العام
4 حتى اليوم؛ ان كلا من تلك العقود شهد فترة مميزة في علاقة النظام السوري
باسرائيل. فمنذ توقيع اتفاقيات الهدنة العام ‎١444‏ وحتى 150/8: كانت العلاقة تتركز في
المناوشات الضيقة؛ ولكن المستمرة, بين الطرفين على جانبي الحدود وبخصوص قضايا المياه
في ظل اتفاقية الهدنة. أما الفترة من ‎١95/‏ إلى /1971, فقد شهدت السلوك السوري ازاء
الكيان الصهيوني من خلال العمل العربي الاوسعء او بالتوازي معه ( الوحدة المصرية -
السورية ‎117١ - ١554‏ )» ومباحثات الوحدة الثلاثية مع مصر والعراق ( 1557 ), ثم
مؤتمرات القمة العربية ( ‎١5784‏ 1975 ). وكان العنوان الرئيس الذي دار تحته العمل في
تلك الفترة هو «تحويل مجرى نهر الأردن» باعتبار ان سورياء بمفردهاء ليس بامكانها الوقوف
امام المطامع الاسرائيلية. وبعد الهدوء النسبي الذي ساد الحدود السورية ‏ الاسرائيلية في
زمن الوحدة, كان التحويل هو السبب المباشر الذي دعا الرئيس عبد الناصر للدعوة إلى مؤتمر
القمة العربي الأول. وجسدت قضية تحويل نهر الاردن» والقرارات التى اتخذت بشأنهاء
والاخفاق شبه الكامل في تطبيق تلك القرارات: حقيقة العجز الذي عانت منه الانظمة العربية
في مواجهة اسرائيل.
على انه بقيام حرب العام 1371, لم تحسم, فقطء مشكلة تحويل مياه الأردن لصالح
اسرائيلء وانما خلقتء أيضاً. المشكلة التي اصبحت,ء منذ ذلك الوقت فصاعداً. محوراً
سياسياً في السلوك السوري تجاه الكيان الصهيونيء أي الاحتلال الاسرائيلي لمرتفعات
الجولان. ولم تسفر حرب تشرين الاول ( أكتوبر ) ‎».١1537”‏ عن تغيير الوضع في الجولان. ويعد
توقيع اتفاق فك الاشتباك على الجبهة السورية في أيار ( مايى) 1514, شهدت تلك الجبهة
هدوءاً كاملاً. لم يعكره, في العام ‎/:15/4١‏ اعلان الحكومة الاسرائيلية ضم الجولان. على ان
موقف النظام السوري من الكيان الصهيونيء ابتداء من العام 15171., انطبع ( وحتى
الآن ) بتطورات الحرب الاهلية اللبنانية والتدخل السوري فيها اكثر من أي شيء آخر. ولآن
زيارة السادات إلى القدس تمت بعد ذلك بعام ( أي في 1437/7 )» فان تلك الظروف كلها ( أي
الحرب اللبنانية» وخروج مصر من المواجهة ). وضعت النظام السوري في ظروف قاسية
جعلت من الصعبء اكشر من أي وقت آخرء المواءمة بين الشعارات المعلنة حول القضية
الفلسطينية والموقف المتشدد من اسرائيلء وبين مقتضيات الحفاظ على أمن الدولة السورية
ازاء التفوق العسكري الاسرائييء ومقتضيات الحفاظ على النفون السوري في لبنان. وكانت
اكثر التطورات دلالة في هذا السياق هي المواجهات المريرة التي تمت بين النظام السوري
والوجود الفدائي الفلسطيني في لبنان بزعامة منظمة التحرير الفلسطينية. ثم كانت التضحية
55
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17764 (3 views)