شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 29)
المحتوى
اهمية تلك المشاركة في دعم صورتها داخل بلادهاء أي دعم شرعيتها. وقد خرج الملك عبد الله
( ملك الأردن ) مقتنصاً قطعة من الارض الفلسطينية؛ ولكن سوء الاداء العسكري والهزيمة
في حرب 1514/8: كانت هى الصخرة التى تحطمت عليها شرعية الانظمة في مصر وسورياء وذلك
على ايدي المؤسسة التي عانت, اكثر من غيرهاء من الهزيمة» اي القوات المسلحة. اما تلك
الدول التي لم تتأثر بالهزيمة بشكل مباشر فربما كان يكفيها انها لم تتخلف عن الركب.
لقد كانت هزيمة /154 في مقدمة اسباب سقوط النظام الملكي الذي كان قائماً في مصر
على اساس شرعية عقلية ‏ قانونية» ليحل محله نظام جديد قائم على اساس الشرعية الثورية
ومن خلال معركة العام ‎١151‏ ضد بريطانيا وفرنسا واسرائيل أضيف بعدان جديدان إلى
شرعية النظام الثوري في مصر: بعد كارزمى برز مع صعود عبد الناصرء وبعد «ادائي» من
خلال الانتصار «السياسي» الذي حققه النظام المصري في المعركة.
على ان الانفصال السوري في آيلول ( سبتمبر ) العام ‎2113١‏ وما تلاه من تلورات
ذات طابع اشتراكي في مصرء ما لبثت, كلهاء ان ادت إلى بروز الانقسام بين دول ثوري
وتقدمية ودول محافظة ورجعيةء حاصرت فيها الأولى الاخيرة. وهددت شرعيتها التقليدية. وس
ذلك, فقد سارعت تلك الدول المحافظة الى المشاركة في مؤتمرات القمة التي دعا اليها
عبد الناصر لمواجهة المشروعات الاسرائيلية على نهر الأردن» كوسيلة لدعم شرعيتها. على ان
المثير ايضاًء هناء أن عبد الناصر نفسه؛ عندما دعا الى تلك المؤتمرات, فانما كان يسعى إلى
الحفاظ على شرعيته الثورية والكارزمية التي اكتسبها في العالم العربي, وذلك في مواجهة
الاتهامات العربية بالتراخي في مواجهة اسرائيل(١).‏
ولقد كانت هذه الرغبة ايضاً في الحفاظ على الشرعية الثورية والكارزمية له امام
الاتهامات بترك مضيق تيران مفتوحاً امام الملاحة الاسرائيلية في مقدمة العوامل التي تفسر
قرارات عبد الناصر في ازمة أيار ( مايو) 1471., والتي قادت الى الهزيمة الساحقة؛ وفي
المقابلء فان. تلك الهزيمة ذاتها بما اثبتته من قصور فادح في فعالية وكفاءة الانظمة
«التقدمية» و «الثورية» انما دعمت من شرعية النظم المحافظة("'). واستمر هذا التدعيم في
الفترة اللاحقة. وكان الدعم المالي لدول المواجهة العربية هى الاسلوب الرئيس الذي مارست
به تلك النظم «دورهاء في المواجهة مع العدى الصهيوني.
لقد وجهت هزيمة حزيران ( يونيو) ‎١4717‏ ضيربة قاصمة للبعد الادائي لشيعية ‎٠‏ النظام
الناصريء بعد ان اظهرت الحرب افتقاده للكفاءة في تحقيق اولى المهمات التي تقع على عاتق
أي نظام سياسيء وهي الدفاع عن امن الوطن وترابه. ومع ذلكء فان البعد المعنوي 0
النظام: ظل قائماً يفعل فعله, أي: الشرعية الثورية» والشرعية الكارزمية. وفي مواجهة ذلك
الموقف. سعى النظام الناصريء بسرعة, ليسبغ على نفسه ‏ على الصعيد المعنوي - شرعية
قانونية - عقلانية» طرح عبدالناصر اول ملامحها في بيان ‎٠١‏ آذار ( مارس ) ‎.١1534‏ وفي
الواقع» فان تلك الفترة عينها شهدت بداية تكوين مصدر ديني ( تقليدي ) للشرعية في مصر,
ليس فقط بسبب فشل الشرعية ( الثورية ) وانماء ايضاًء بحكم ان العدو والمنتصرء أي
اسرائيل» يرفع لواء الشرعية الدينية.
ان هذه المصادر الجديدة لشرعية النظام السياسي في مصر ( أي: القانونية والدينية )
والتي زاحمت الشرعية الثورية والكارزمية؛ ما لبقت بعد وفاة عبد الناصر. وتولي الرئيس أنور
56
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)