شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 30)
- المحتوى
-
السادات للحكم ان ازاحتهما بعيداً. وحرص النظام الجديد على تأكيد مفاهيم «دولة
المؤسسات» وسيادة القانون؛ وعلى اعلان ان مرحلة الشرعية الثورية قد انتهت لتحل محلها
الشرعية الدستورية. كما اتيحت الفرصة., في الوقت عينه, لتغذية اسس دينية لشرعية النظام
لخصها شعار «دولة العلم والايمان» وسياسة حرمان «الملحدين» من أي مناصب قيادية.
وكانت حرب تشرين الأول ( أكتوبر) 19377. في الواقعء النقطة التي دشنت عندها تلك
الشرعية الجديدة» شرعية النظام الساداتيء باعتبارها الذروة التي وصل اليها الاداء الفعال
للنظام.
على أن هذه الاسس للشرعية ذاتهاء كانت أول ما تعرض للانتهاك ايضاً في سياق علاقة
النظام المصري بالكيان الصهيونيء وذلك من خلال زيارة انور السادات للقدس في تشرين
الثاني ( نوفمير ) 1497 وما تلاها من تطورات في كامب ديفيد وواشنطن. ولم يكن القضاء,
هذه المرة. على اسس شرعية النظام هزيمة عسكرية وانما كان وليد مبادرة «سلام»» انطوت
على عجز فاضح في الاداء الخارجي للنظام السياسي؛ من حيث فشلها في استثمار النتائج
السياسية لحرب تشرين الاول ( اكتوبر )؛ وتخليها عن مصادر القوة العربية والدولية للنظام
المصري. هذا العجز الادائي للنظامء ترافق مع ما أصاب البعد المعنوي لشرعيته» فرأى
انصار التيار الديني الصاعد في تلك المبادرة انتهاكاً لمبادىُ الدين الاسلامي والشرع
الاسلامي» وتناقضاً مع محاولات النظام اسباغ شرعية دينية على نفسه. ثم نسف النظام
نفسه شرعيته ( القانونية العقلية ) بالمواجهة مع المعارضة التي وصلت ذروتها في اعتقالات
ايلول ( سبتمبر ) .194١ وعندما انطلقت رصاصات الضابط المصري خالد الاسلامبولي
ورفاقه نحو أنور السادات في السادس من تشرين الأول ( أكتوبر) 118١ انما قتلت حاكماً
كان فقدء بالفعل, شرعيته.
ولقد اكد انتصار حرب تشرين الأول ( أكتوبر ) 117/7. بالنسبة إلى الانظمة كلهاء نفس
ماسيق ان اكدته هزيمة 1971 بالنسبة إلى الانظمة المحافظة فقط. واتيحت الفرصة للجيمع»
بشكل ماء للاسهام في المعركة الى جانب مصر وسوريا بدءاً من المشاركة بوحدات عسكرية
مقاتلة, والحظر النفطي على بعض البلدان الغربية» وحتى الدعم الماللي والجهوب السياسية
الدولية لمساندة الدول المحارية.
كانت لحظة انتعشت فيها غالبية الانظمة وابرزت لشعوبها مشاركتها في تحقيق هذا
الانجاز الضخم: وفي خلق «القوة العالمية السادسة». وحتى ان نظاماً مثل النظام الليبي» انما
عارض الحرب باعتبارها حرباً محدودة» واقل مما ينبغي. وفي المسار ذاته, كان تسابق
الانظمة لادانة كامب ديفيد. وفي حين انضوى الاكثر تشدداً منها تحت لواء «الصمود
والتصدي» الا ان الانظمة جميعها لم تبد قدراً من الفعالية والكفاءة في مواجهة كامب ديفيد
تتناسب مع الشعارات التي رفعت.
ان هذه التاذد ثيرات المعقدة, والمتغيرة, لوجود الكيان الصهيوني» ولكيفية مواجهته, في
شرعية الانظمة العربية» كانت لهاء ايضاًء نتائج داخلية كثيرة ومتشابكة؛ في كل قطر عربي»
لا محل للافاضة فيها هناء ومع ذلك يمكن, هناء الاشارة السريعة إلى تأثيرين بارزين:
الأول: هو التأثير على المشاركة السياسية في المجتمع. بمعنى ان دعم شرعية النظم
المحافظة التقليدية أى الكارزمية أو الثورية» في سياق المواجهة ضد الكيان الصهيونيء كان
.ع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22129 (3 views)