شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 31)
- المحتوى
-
ينطويء في آن» على تقليص للمشاركة السياسية؛ والعكس - غالباً - صحيح.
ان وجود الخطر الخارجي؛ جعل كما هي الحال دائماً من مقتضيات مواجهته؛ ليس
فقط مبرراً للشرعية يجتذب الرضى الطوعي للمواطنين وانما ذريعة لقمع حقهم في المشاركة
الايجابية. وفي دول المواجهة على وجه الخصوص» كانت المعركة مع الكيان الصهيوني مبرراً
للاجراءات الاستثنائية وحالات الطوارى والحجر على حريات التعبير. وازدهرت اجهزة أمن
الدولة وظهرت شعارات من قبيل «المواجهة اولا» و«لا صوت يعلى فوق صوت المعركة»
و «حرية اراضينا فوق كل الحريات». وفي حين لم تكن الانظمة التقليدية والمحافظة في حاجة
لرفع مثل تلك الشعارات؛ فان المسار العام للمواجهة مع الكيان الصهيوني والذي دعم
شرعيتها بوجه عام: انما دعم بداهة من مماررستها النافية للمشاركة السياسية.
الثاني: هو بروز «الدين» او الايديولوجيا الدينية كرد فعل لفشل الانظمة الثورية أو
التقدمية في المواجهة مع الكيان الصهيوني. ولقد سعت تلك الانظمة نفسهاء في لحظات
ضعفها وتراجعهاء الى التوصلء عن طريق الدينء لدعم شرعيتها المهتزة أى لاستخدامه ضد
معارضيها. ولكن القوى الدينية التى تنتمى» في الاساسء الى الطبقات او الفئات الوسطى
سرعان ما شعرت باستقلالها وقوتها الذاتية وكانت النظرة الى الكيان الصهيونى في مقدمة
اوجه خلافاتها المعلنة مع تلك الانظمة. ومع ذلك فان الاستناد الى «الدين»: كمصدر علوي
للشرعية: لم ينطو. بالضرورة, على موقف متشدد من الكيان الصهيوني في النظم المحافظة.
وعلى العكس, فقد رأت تلك النظمء ذات العلاقة العضوية الوثيقة بالغربء في ايديولوجيتها
الدينية» ما يبرر لها تقديم أخطار اخرى اكثر مدعاة للمواجهة مثل الخطر الشيوعي. ولم يكن
من الصعب المزاوجة بين تلك الاولويات وبين الاسهام في المعركة ضد الكيان الصهيوني في
ظل ابراز الصهيونية باعتبارها امتداداً للشيوعية العالمية قبل أي شيءء وباعتبار المعركة ضد
الكيان الصهيوني هي معركة من أجل انقاذ القدس والاماكن الاسلامية المقدسة في الاساس.
السياسات تجاه الكيان الصهيوني: الملامح العامة
تبط المحددات التي سبقت الاشارة اليها ( أي: نشأة الانظمة في رعاية الدول
الامبريالية: والمرحلة الانتقالية التي تمربهاء ثم شرعيتها المقلقلة )» إلى حد بعيد» بالخصائص
العامة لانظمة الحكم العربية» وهي الخصائص التي تؤثر. أيضاًء في سياساتها ازاء الكيان
الصهيوني.
فالانظمة العربية» أولاً. انظمة تابعة. والدور الذي لعبته الدول الامبريالية في خلق تلك
الانظمة انما استمر كدور مسيطر دعمه وجود عسكري مباشر. او شبه مباشي في احيان
كثيرة. ولسناء هناء بصدد تعداد اوجه تبعية المنطقة العربية للعالم الغربي او تحديد أوجه
تميز هذه التبعية عن تبعية اجزاء اخرى من العالم الثالث مثل افريقيا او اميركا اللاتينية.
والانظمة العربية؛ ثانياً. انظمة انتقالية. انها انظمة «آخذة في النمىى من واقع اجتماعي
اقتصادي سياسي معين الى واقع آخر نام » أى حديث: ( أى عصري ). أحد ابرز ملامح
تلك المرحلة هى الاهتمام بتكريس الدولة ودعم رموزها وتأكيد هيبتها فوق الولاءات الضيقة:
الدينية والقبلية والطائفية.
والانظمة العربية: ثالثاًء انظمة متخلفة» أى هي تجسد البعد السياسي للتخلف. وكما
أضن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)