شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 33)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 33)
- المحتوى
-
ومنعزل. ولذا اتت اتفاقيتا كامب ديفيد والمعاهدة المصرية الاسرائيلية تعبيراً أميناً عن هذه
العلاقات, أكثر من اي شيء آخر.
وعلى العكسء فليس مصادفة ان افضل الظروف الدولية التى تعاملت فيها الانظمة
العربية مع الكيان الصهيوني انما كانت هي ظروف الاستقلال عن القوى الغربية» والبحث
عن الدعم العسكري والتأييد السياسي لدى الجانب الآخر في الساحة الدولية» أي الاتحاد
السوفياتي والكتلة الاشتراكية» وتلك واحدة من أبرز دروس حرب تشرين الأول ( أكتوير)
على وجه الخصوص.
؟ - ويتعلق الطابع الانتقالي للنظم العربية بوقوعها على رأس دول لا تتشكل ملامحها
الكاملة بعدء كما سبقت الاشارة. وفي حين تتعثر محاولات اغلب النظم العربية لبناء «الدولة»,
من خلال صهر مقوماتها الداخلية: فانها تجد ان من الآيسر عليها تأكيد هذه الاستقلالية
للدولة في مواجهة الآخرين, بدءاً باولتك الموجودين في الواقع العربي.
لقد سيطر «منطق الدولة» على حركة الانظمة العربية في توجهها نحو الكيان الصهيوني,
وتكتلها في مواجهة الخطر الصهيوني تحكمه كافة الاعتبارات التي تحكم التكتل بين دول
«مستقلة ذات سيادة». ان مكمن الخطورة:؛ هناء يتمثل في حقيقة ان استراتيجية الكيان
الصهيوني تقوم على التعامل مع البلدان العربية وكأنها كتلة واحدة, وعلى انها ان لم تكن
موحدة بالفعل فهي موحدة بالقوة, انها استراتيجية تقوم على افتراض أسوأ الظروف.
ولذلك, يبدو من المنطقي تماماً ان تعد اسرائيل قوتها العسكرية على اساس التفوق على
البلاد العربية مجتمعة: بما في ذلك التساح بالقنبلة النووية والطائرات والصواريخ الحاملة
لها ؛ كما يبدى منطقياًء ايضاً. ان ترى في اي تزايد في مصادر القوة العربية, من المحيط الى
الخليج» احتمالاً للخطر عليهاء وان تنظرء بالتالي» الى أي تنسيق عربي, فضلاٌ عن أي توحيد
عربي» بكل حذر وترقب.
ولذلك. فان قيام الجامعة العربية وانشطتهاء والوحدة المصرية السورية 0 54
0 ) ومباحثات الوحدة الثلاثية العام :.١577 ومؤتمرات القمة العربية» بدءاً من العام
4 كانت كلها وما تزال محلا للترقب الدقيق من جانب اسرائيل. واذا لم تكن قد
ابرزت ازاء أي منها ردوب فعل عنيفة او ملموسة؛ فذلك لأن تلك التنظيمات والانشطة لم تكن
فعالة بالقدر الذي يستلزم رد الفعل السافر. وعلى العكسء فان أي اضافة فعلية للقوة
العربية» في أي مكان من العالم العربي» ظلت تجد دائماً مواجهة نشطة : لقد تخوفت اسرائيل
من استقلال الجزائر وكانت حليفاً لفرنسا في حربها هناكء ووفقاً لما يقرره مايكل بريتشرء فان
أول نقطة تحول حاسمة في تطور الشرق الاوسط ( كنظام ).؛ في الادراك الاسرائيلي منذ العام
انما كانت هي حصول الجزائر على استقلالها العام .١975 فمنذ تلك اللحظة دخلت
الجزائر ( ومعها المغرب وتونس ) الى النظام الاقليمي للشرق الاووسط على نحو مؤثر في
السياسة الاسرائيلية(5١).
وخلال مفاوضات ايفيان,. شنت الصحافة الاسرائيلية والصهيونية حملة تدعو إلى بقاء
السيطرة الفرنسية على الجزائر. ووقفت المخابرات الاسرائيلية الى جانب منظمة الجيش
السري لاقامة دويلة فرنسية في الجزائر
وفي العام :١5516 وقفت اسرائيل موقفاً مغارضاً. بشدة: لاستقلال عدن ومحميات جنوب
رض - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)