شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 42)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 42)
المحتوى
وسخطاً لم يثرهما افراط السلاطين من بني عثمان في منح الامتيازات للاجانب الآخرين. ان
تواليي اصدار الاوامر والقوانين التي اشرنا اليهاء وكذلك موقف السلطان عبد الحميد من
محاولات هرتسل وعروضه. يظهران ان السياسة العثمانية لم تقبل المساهمة في تحقيق
المطالب الصهيونية في فلسطين؛ بل تصدت لهاء وبهذا اتفقت السياسة العثمانية مع مصالح
ومشاعر السكان العرب. وكان رفض المشروع الصهيونيء اذاً هو العنوان العام للسياسة
التي اتبعتها الدولة العثمانية. اما في التطبيق» فما كان اسهل التحايل على اوامر الدولة العلية
وقوانينهاء خصوصاً في تلك الفترة من عمرها حين كان الفساد قد نخر أجهزتها نخراً غير
رفيق» وادى الى شيوع الرشوة على اوسع نطاق في اجهزة الدولة.
وما من متحدث عن تاريخ تلك الفترة» يمن في ذلك الصهيونيون ن أتقسهمء بل خصوصاً
هؤّلاءء الااذكر امثلة عن طرق التحايل التى جعلت من السهل اختراق اجراءات حظر الاقامة
او حظر التملك؛ بصورة أو باخرى7؟). لكن الاختراقات؛ في ظل صلابة الموقف العثماني
الريسميء وتماسكه واستمرارهء لم تؤد الى تبديل حقائق الموقف على ارض فلسطين تبديلا
جوهرياً؛ اذ بغياب التأييد العثماني وبوجود الحذر الشعبي» افتقدت الصهيونية ذلك الحليف
الذي تحتاجه على الارض ليمكنها من بناء دعائم الكيان اللازمة لانشاء «الوطن القومي».
ولعل في هذا شيئاً مما يفسر أمرين يلفتان النظر في ظروف تلك الفترة: أولهماء ان الذين تنبهوا
من السكان لمخاطر الوجود اليهودي الوافد تحت رايات الصهيونية علقوا آمالهم في مقاومته,
على موقف الدولة واجراءاتهاء واذا استثنينا وقائع متفرقة, هنا وهناك, فان جل مطالب
السكان ضد الصهيونية وجهت الى سلطات الدولة؛ وهذه ظاهرة لا تلفيها محاولات الذين
يبحثونء على ما يبدىء عن اسباب جديدة لتمجيد الشعب الفلسطيني الذي لا تنقصه
الامجاد؛ حين يشتطون في تفسير وقائع الاحتكاكات المحلية الأولى التي وقعت بين المستوطنين
وجيرانهم العرب فيحملونها سمة المقاومة الشعبية العنيفة للاستيطان: او سمة النضال
الوطني ضد الصهيونية؛ وثانيهما ان الاتجاه الغالب في الحركة الصهيونية» كما عبرت عنه
مقررات مؤتمر بازل والذي مثله هرتسل في زعامة الحركة, رهن آماله بالحصول على موافقة
الدولة العثمانية. وحين فشلت اتصالاته مع الباب العالي في تحقيق هذا الغرضء ومّه جهده
إلى تجنيد ضغوط دولية على الباب العالي كي يزعزع معارضته للمشروع الصهيوني. اما حين
فشل ذلك كله, فقد راح اليأس يدب في نفوس الصهيونيينء بل ان اصواتاً ليست قليلة الاهمية
في الحركة عادت الى المناداة بالكف عن محاولة استيطان فلسطين ويالبحث عن مكان آخرء
وخصوصاً ان الفشل في هذا الميدان ترافق مع فشل التجارب الاولى للاستيطان؛ أو تعثرها.
والى هذه الفترة تعود المحاولات التي تمت لدراسة امكانية استيطان اليهود لسيناء المصرية,
وهي المحاولات التي توقفت بسبب رفض الحكومة المصرية(''). كما تعود لهذه الفترة؛ ايضاً:
اتصالات هرتسل بالبرتغاليين لتوطين اليهود في مستعمرتهم الافريقية موزمبيق(١),‏ وغيرهاء
وغيرها من المحاولات.
غوريون: حتى انعقاد موّتمر بازل العام ‎,١841/‏ بوجود ‎455٠‏ يهودياً في ‎١9‏ مستوطنة
دن
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22440 (3 views)