شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 48)
- المحتوى
-
لا شك في ان وجود البنك والجريدة والصهيوني جابوتينسكيء مما اشرنا اليه؛ في عاصمة
الامبراطورية» قد اثار اكثر من الاقاويل. ولا بدء هناء من الانتباه الى ان انقلاب الاتحاديين
كانء في جوهره؛ التعبير عن رغبة البرجوازية الرأسمالية في الاستيلاء على السلطة وانتزاعها
من يد الاقطاع الذي مثله سلاطين بني عثمان. وفي العادة, ونظراً لطبيعة الصهيونية ذاتهاء
يمكن الوقوع في صفوف الرأسماليين على مؤيدين للحركة الصهيونية» او متأثرين بهاء او
متساهلين بشأنهاء أكثر ممن يمكن الوقوع عليهم في صفوف الاقطاعيين. ومن هناء يبدو ان
الصهيونيين وجدوا اقنية للاتصال مع الاتحاديين اكثر من تلك التي توفرت لهم في عهد
السلطان المخلوع؛ وكان لليهود من رعايا الدولة العثمانية الاتراك شيء من النفوذ. والملاحظ,
بعد هذا الافتراضء ان اليهوب» من كل الاصناف, مواطنين عثمانيين وأجانب: اظهروا حماساً
للحكم الجديدء ولا شك في ان آمالهم انتعشت في ظلهء بصرف النظر عن واقعية» أى عدم
واقعية» الامكانات التي توفرت فعلاً لتحقيقها('*).
تنشيط الدعاية اللناهضة للصهيوتية
غير ان تأثير الانقلاب الدستوريء هذاء لم ينعكسء فيما يتصل ببحثناء في مجال انعاش
الآمال الصهيونية: وحدهء بل كان له منعكس آخر مغاير تمثل في تأثيره الايجابي على نشاطات
معارضة الصهيونية في فلسطين. فهذا الانقلاب» حين أباح شيئاً من الحريات السياسية
والصحافية: أوجد على هذا الصعيد مناخاً افضل من المناخ الذي سبقه بكثير, لظهور صحافة
وطنية ناشطة في التوعية على مخاطر الصهيونية, بالاضافة لحفزه الاتجاه نحو الاستقلال,
مما سبقت الاشارة اليه. وبهذاء انفتح الباب امام امكان انتقال زمام المبادرة في الاعتراض
على المشروع الصهيوني من ايدي السلطات العثمانية الى ايدي العرب: ثم الى ايدي عرب
فلسطين فيما بينهم» فيما نشطت حملة صحافية: لم يسبق لها مثيلء لاثارة اوسع الاهتمام
بما يقوم به الصهيونيون في البلاد. وقد تميزء في اطار هذه الحملة, موقف جريدة «الكرمل»
وصاحبهاء ثم رئيس تحريرهاء نجيب نصار. الذي استفاد من الحريات الدستورية ليشدد
حملة جريدته على الصهيونيين؛ كما شدد دعوتها الى اليقظة العربية في مواجهتهم(7”"”*). وهكذ!
انتعشت الحوارات في فلسطين» الى حد ماء بشأن الصهيونية في ظل الحريات الصحافية التي
استفاد منهاء أيضاًء الصهيونيون وانصارهم . وكان» مثلاًء ان نبهت جريدة «الكرمل», في احد
اعدادهاء في العام 1504 الى مخاطر انتقال الاراضي الى اليهود وتخوفت من «ان يأتي يوم
يكون لهم في الارض القول الفصل»؛, فتصدت لها جريدة أخرى هي «جراب الكردي» على
اساس انه «خيرلنا ان يأتي اصحاب الاموال من اي بلاد كانت واي جنس كان ليستخرجوا
كنوز ارضنا... من ان تبقى هذه الجواهر ضائعة ونحن نتبجح بكلمة الوطن والوطنية وجيوينا
افلس من طنبورة اورباب»(8*), وغيرهذا من الامثلةء وذلك في ظل استمرار الرفض العثماني
للمشروع الصهيوني.
ان استمرار هذا الرفض لا يعني ان احتمالات اختراق القوانين الرسمية التي كانت
قائمة في عهد عبد الحميد قد تبدلت؛ ان ان ذلك ظل ممكناً: آيضاً » في عهد الاتحاديين. اما
الشيء الذي حِد حقيقة, فقد جاء مع ظروف الحرب العلمية الاولى» وذلك حين اتخذت
السلطات العثمانية عدداً من الاجراءات الشديدة ضد اليهود وزعاماتهم الصهيونية على وجه
4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22441 (3 views)