شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 49)
المحتوى
الخصوص. لقد ابتدآت هذه الاجراءات بالامر العسكري الذي أصدر في كانون الثاني
( يناير) 1515» والقاضي بترحيل كل اليهود الذين لا يحملون الجنسية العثمانية؛ فوراً عن
البلادء واعتبار رعايا دول الحلفاء التى تحارب الامبراطورية العثمانية ضدهاء من هؤلاء.
اسرى حرب57*). وتبعت ذلك مداهمات للمؤسسات الصهيونية وحملات للبحث عن الاسلحة
ومصادرتها ومصادرة الاعلام والشعارات العبرية ومعاقبة من يحوز على طوابع الصندوق
القومي اليهودي ومنع تداول الاوراق النقدية التي يصدرها هذا الصندوقء وفييها من
الاجراءات(') التي تتخذء في العادة. ضد الجاليات التي تعد تابعة لدول معادية محارية.
وقد أدت هذه الاجراءات ليس الى توقف الهجرة اليهودية الى فلسطين واتساع الهجرة
اليهودية الى خارج فلسطين فحسبء بل ادتء ايضاً الى تجميد المشروع الصهيوني في
التطبيق على ارض فلسطين بكامله خلال سنوات الحربء ويانتظار نتيجتها. وذلك فيما راحت
الادارة الصهيونية تبحث عن فرص جديدة لاكتساب تأبيد الحلفاء؛ وبريطانيا من بينهم
بالذات.
اذن» يمكن القول ان المحاولات الصهيونية لتوطين يهود في فلسطين قد جوبهت» قبل
العام ‎:١514‏ بعدد من العقباتء منها عقبات خارجية تتصل بمدى نجاح:ء أو فشلء الجهد
لاقناع اليهود بالهجرة؛ مما يخرج عن نطاق يحثنا؛ ومنها عقبات محليةء وابرز هذه تمثل في
مصاعب الدخول الى فلسطين والمصاعب المتصلة بتملك الاراضي او بايجاد الارض التي يمكن .
شراؤها بين ما هو ملائم للمشروع من اراضء وذلك كله في ظل خلافات انتقلت الى فلسطين
بين التيارات الصهيونية المتعددة او نشات فيهاء وكذلك في ظل توزع مشاعر السكان العرب
بين من .رأوا امكان الاستفادة من الوافدين الجدد» ومن تنبه حذرهم واحساسهم بالخطرء
ومن لم يولوا المسالة اي انتباه سلبي او ايجابي.
والذين عارضوا النشاطات الصهيونية من العرب اتجهوا بمطالبهم, بشأن وقف الهجرة
اوحماية الارض ضد الانتقال إلى ايدي اليهوبء إلى السلطات العثمانية» دون ان يعني هذا
ان امر المعارضة وصل إلى حد المعارضة المنظمة او حتى المثابرة؛ ان ان ما وقع بالفعل كان
أقرب الى الاعتراضات التي تهب بين فترة وأخرى ازاء هذه او تلك من دفقات الهجرة اى
المحاولات الكبيرة لشراء الارض. وفي كل الاحوال: ظلت الاعتراضات ذات طابع شرعي . وليس
في وقائع تلك الفترة ما يشير الى وجود اعتراضات نظمتها جماعات غير شرعية او أجريت
بوسائل غير شرعية, الا اذا عددنا وقوع عمليات دهم بغرض السطو ضد الاجانب من باب
الاعتراض على المشروع الصهيونيء الامر الذي كان مثله يقع ضد ممتلكات المواطنين العرب
ايضاً وكانت تقوم به جماعات ليس لها دافع سياسي أو وطني. واذا كان بعض الكتاب يتخذ
المحاولات الصهيونية الاولى لاعداد جماعات يهودية مسلحة دليلاً على مقاومة السكان العرب
للنشاطات الصهيونية بالعنفء فان تاريخ الفترة الممتدة الى العام 1514 لا يقدم دليلاً ذا وزن
على وجوب شىء من هذا القبيل يعتد به. ولعل الاقرب الى الصواب ان نتصور ان اعداد
الحراسات اليهوبية المسلحة كان بدافع حماية المستوطنات من محاولات السطو. أو جاء
لاغراض مستقبلية تتصل بالآمال المتطلعة الى التوسع في الهجرة والاستيطان.
ومهما يكن من امرء وحتى لوصح ان حادثة لها دوافع سياسية وقعتء هنا أوهناك: فان
الاعتراضات العربية على بدايات الوجود اليهودي الصهيوني في فلسطين ظلتء بالاجمال,
ل
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22440 (3 views)