شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 65)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 65)
المحتوى
بمواطني الضفة والقطاع, يتم تجنيد كل من لا يشعر بالتجاوب مع المجتمع القومي,
باستخدام طرق شتىء بدءاً بالاغراءات المالية والجنسية وتشجيع تعاطي المخدرات, وانتهاء
بعمليات الضغط والاكراه. فيتكون, عندئذِء ما يسمى «بالطابور الخامس». الذي يقوم بعملية
نقل القيم والمفاهيم الاسرائيلية الى المجتمع العربي» ويقوم, أيضاً» بخدمة التجسس وجمع
المعلومات لصالح الاحتلال؛ ولذلك: فقد عملت سلطات الحكم الاسرائيلي العسكري على خلق
ثلاث فئات ضمن هذا الطابور: فئّة العميل الامنىء وفئة العميل السياسىء وفئّة العميل
الاقتصادي * ‎١ ١‏
فالعميل الامني هو ذلك الشخص الذي يُجِنْد من اجل جمع المعلومات والتجسس على
افراد المقاومة المسلحة: والنشيطين سياسياًء ليس فقط داخل الارض ال محتلة» بلء وايضاًء
خارجها. وتؤّدي هذه الفئّة خدمة كبيرة للمخابرات الاسرائيلية في تتبع نشاط الفدائيينء
والمتعاطفين معهم, وغالباً ما يكون هوّلاء من ذوي السوابق الجنائية» والمنحرفين» ومتعاطي
المخدرات.
اما العميل السياسيء فهى ذلك الشخص الذي يُجِنَّد بغرض بث المفاهيم الاسرائيلية.
وهذا قد يكون مختاراًء اورئيس بلدية» أو احد الوجهاءء او احد المثقفين؛ أي انه يتم اختياره
ليكون ذا فاعلية واثر في المجتمع. وان لم يكن له وضع اجتماعيء يتم خلق هذا الوضع له,
كأن يعهد اليه بفتح مكتب للسفريات: أى مدرسة لتعليم قيادة السيارات» اى مكتب استيراد
وتصدير.
اما العميل الاقتصاديء فهو ذلك الشخص الذي يعمل على الترويج للبضائع
الاسرائيلية: ا وللمشاريع المشتركة مع اليهود. ويكون اما تاجراًء او احد مالكي الارض الكبار,
اى احد رجال الاعمال» اومن المتعهدين بتوصيل العمال العرب الى رب العمل الاسرائيلي.
اضعاف الذات المعنوية في مجتمع الضفة والقطاع
هدفت هذه العملية الى تحويل مجتمع الضفة الغربية وقطاع غزة الى ذات رخوة؛ غير
قادرة على الصموب او التماسك؛ ومحور هذه العملية هى التعامل مع الطبقات المختارة لخلق
حالة من الترهل في الذات المعنوية. ويمكن القول انْ هذه العملية تتم باسلوبين:
محاربة الثقافة العربية من جانب؛ واستخدام اسلوب الحرب الايديولوجية؛ من جانب
آخر.
(1) محاربة الثقافة العربية: عملت سلطات الحكم الاسرائيلي العسكري على محارية
الثقافة العربية ( الفلسطينية ) في الضفة الغربية وقطاع غزة, باعتبارها تعبيراً أساسياً عن
بلورة وعي ومدركات المواطنين العرب بحقيقة اوضاعهم, وعاملاً هاماً من عوامل تبلور
ايديولوجية تمكنهم من الالتفاف حولها في نشاطهم الحركي للتخلص من الاحتلال» وأداة
رئيسة في حفظ شخصيتهم العربية الفلسطينية التي استهدفتها الغزوة الصهيونية, منذ
البداية» بالتغييب المادي والمعنوي. وفي اطار ذلك لجأت سبلطات الاحتلال الى الاجراءات
* هذا التحديد لفئات الطابور الخامسء, في الضفة والقطاع, ورد في احدى الدراسات التي اعدها
المعتقلون العرب في سجون الاحتلال. من واقع خبرتهم الذاتية: وقدر للباحث ان يطلع عليها في كانون الاول
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22441 (3 views)