شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 14)
- المحتوى
-
ما تمليه ضرورات المصلحة. وعلى هذه الخلفية: يبدو مجرد المطالبة بالغاء اتفاق عمان,
وبالتالي تجاهل عمان والارذن, على غرار «مالطا يوك»» دون اقتراح بدائل» تصرفاً ساذجاً.
نهاية مرحلة
لا حاجة الى التنويه بان القوى المهجرية الفلسطينية «المتنفذة» ( على حد تعبير اجهزة
اعلام اخدى الجبيهات ) تعي مجمل الاوضاع الحرجة المحيطة بالقضية الفلسطينية؛ وتدرك
ايضاً مدى العقلانية والشجاعة والمرونة المطلوبة للتعامل معهاء وهى ما يتعارض مع
«الاسس» التي يستند آليها نظام وحدة الشلل الوطنية. واذا كان الحال كذلك, فليس هنالك
الاتفسير واحد للمواقف المهجرية الرافضة المتزمتة؛ وان كانت مصبوفة بالاستيسار وتعرض
كأنها «تقدمية»؛ في محاولة اعادة الساعة الى وراء والتشبث باساليب قديمة بالية» قادت في
حينه الى اكثر من كارثة, خدمة لمصالح تنظيمية وشخصية ضيقة. بل ان هنالك؛ في مجمل
تصرفات تلك القوى وممارساتها ومواقفهاء ومعها العديد من «الشخصيات» والاقراد, ما يدفع
الى استنتاج اخطر من ذلك وهو انها: في قرارة نفسهاء غير قابلة, حقيقة: بأي تغيير طرأ على
المواقف السياسية الفلسطينية: اذ تعتبر ذلك «استسلاماً», ولا تريد حلا للقضية
الفلسطينية, وليست معنية بأي حلء وترى في أي تغيير متوقع خطر المس بمصالحهاء وتبذل
كل ما في وبسعها للعودة الى ايام «العز» السابقة» حيث كانت» رغم قزميتهاء تصدر «المرأسيم»
وتضع العصي في الدواليب, وتصول وتجول. وبالنسبة الى هؤلاء المهجريين ليست منظمة
التحرير الفلسطينية؛ «الممثل الشرعي الوحيد», الا اطاراً يساعد على استمرار حياة اللجوء؛
ومن هنا المعارضة الدائمة, أواضحة كانت ام خفية, لأي مشروع حلء والحنين للعودة الى
الماضى.
والعودة الى الماضي باتت, على كل حال, شبه مستحيلة. فلقد تغيّرت الظروف وتبدلت
المعطيات بشكل لا يمكن تجاهله؛ ونشأ واقع جديد يدفعء بالضرورة؛ نحو تبني اساليب
جديدة: من جهة ؛ ويضع حدا لممارسات قديمة, من جهةٍ ة أخرى.
ولعل ابرز ملامح هذا الوضع الجديد هي» أولاًء نهاية ما يمكن تسميته الاسلوب
الدمشقي في العمل الفلسطينيء أي ذلك الاسلوب الاستعراضي «الوطنجي» المزايد» غوغائي
النهج» ثقيل الظل وخفيف العقل؛ الذي حتى في طرحه التحية على اي عاقل يثير غضبه. ولم
يكن هذا الاسلوب مستنداً فقط الى «تقاليد» فلسطينية راسخة في اطلاق الكلام الكبير مرفقاً
بالاعمال الصغيرة» بل انه «تطعم» ايضاً ب «نكهة» دمشقية غير محببة المذاق. ولم يصل هذأ
الاسلوب الى نهايته, على كل حالء نتيجة لبركة عقلانية حلت فجأة على اكتاف «المتنفذين»
الفاسطينيين» بل لان أصحاب ذلك الاسلوبء الذين منحوه ايضاً اسمهم, «تخنوهاء». فنظام
السيد الرئيس الاسد لم يكتف بالمحاولات المستمرة لتطويع المقاومة واحتوائها والهيمنة عليهاء
بل سعى جاهداً؛ بمساعدة زبانيته و «وكلائه» على الساحة الفلسطينية, الى الغاء أي دورلها
وجعلها بمثابة تابع لنظامه. مسلوب الارادة تماماًء وكأنها أحد اجهزة مخابراته المتعددة. ونا
فشل في ذلك؛ لم يتورع من شن حرب عليهاء لا تقل خسّة عن تلك التي شنها الصهيوني
شارون» ويصورة بدا معها كأن الفروق بين الشخصين تكاد لا تذكر. وكان ما كان من تشتت»
على ما تبعه من ألم ودروس مريرة. والاعتقاد انه بالامكان القفز عن هذه التجارب والعودة الى
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10656 (4 views)