شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 49)
- المحتوى
-
العربية بوجه خاص.
الخلفية التاريخية لعملية صياغة السياسية الخارجية
تعكس العناصر المختلفة لسياسة الولايات المتحدة الاميركية الخارجية؛ شأنها في ذلك
شأن سياسات غالبية دول العالم الأخرىء الاوضاع الداخلية والخلفية الثقافية والقيم
الحضارية والتطلعات المستقبلية للاميركيين بوجه عام. ولذلك قيل ان ما يتخذ من قرارات, في
هذا المجالء لا بد وان ينطلق من واقع حياة المجتمع الاميركي واحتياجاته» وان يلتزم بما تمليه
المصالح الاستراتيجية القومية من اعتبارات داخلية. وخارجية. وما كانت الارتياطات
الخارجية تحتاجء في أغلب الاحيان» الى قبول الشعب بالتزامات محددة, مالية وغير مالية,
فان السياسة الخارجية اصبحت -والى حد كبير وجهاً خاصاء ومميزاء من اوجه السياسة
الدخلية. ولذلك قيلء أيضاًء ان الكونغرس, الذي يمثل طبقات الشعب المختلفة ويعكس
مصالح فئاته المتعددة, لا بد وان يقوم برسم الاطر الرئيسة لسياسة واشنطن الخارجية؛ وان
يترك للرئيسء بصفته رئيس الهيئة التنفيذيةء مهمة.صياغة عناصر تلك السياسة والاشراف
على تنفيذها. الا ان تباين» واحياناً تناقضء مصالح مختلف فئات الشعب الاميركى؛ من
ناحيةء وتعرض الجهات الرئيسة التي تشارك في صياغة السياسة الخارجية لضغوط كثيرة,
محلية ودولية. سياسية وعقائدية واقتصادية؛ من ناحية أخرىء ادى الى بروز العديد من
القوى المعنية بأمور السياسة الخارجية:» واتاح لها فرصة التأثير في توجهات تلك السياسة.
ومن اهم تلك القوى: الاعلام» والرأي العامء وقوى الضغط السياسي والاقتصاديء ومراكز
البحوث والدراسات المتخصصة:. وذلك الى جانب اصحاب المصلحة والشأن من العاملين في
مختلف اجهزة الدولة ووزاراتها المعنية.
ومنذ ميلاد الدولة الاميركية» قبل ما يزيد على ٠٠١ عامء اتجهت حكوماتها المتتانعة إلى
الاهتمام بالعلاقات الدولية والعمل على اقامة:علاقات سياسية مع مختلف دول العالم: الا ان
كبر حجم. الولايات المتحدة: وبعدها عن العالم القديم الذي لم يكن من السهل الاتصال به
بصفة مستمرة: وتمتعها بقدرة فائقة على انتاج كل احتياجاتها تقريباً. وبالتالي الاستغناء عن
غيرها من الدول الأخرىء دفعها الى العيش في شبه عزلة. عن العالم طوال:القرن الماضي. ولقد
نتخ عن ذلك.ضعف الاهتمام بالمشاكل العالمية والاتجاه الى اقامة علاقات دولية تتصف
بالبساطة وعدم التعقيد, وذلك حتى وقوع الحرب العالمية الاولىء في اوائل هذا القرن.
ان سيطرة الروح الانعزالية على غالبية الشعب الاميركي, واتجاهه الى عدم الاهتمام
بالمشاكل العالمية, كان سبباً من اسباب انقراد وزراء خارجية الولايات المتحدة:الاميركية
الاوائل بأمور. السياسة الخارجية. اذ بينما اتجه. الكونغرس الى ترك تلك الامور للرئيس
الاميركي» وذلك لكونه اكثر معرفة بخفاياهاء اتجه الرئيس بدوره الى تركها لوزير خارجيته,
حيث قام الاخير باد ارتها بناء على خبرته الشخصية وقدرته الذاتية واهتماماته الركيسة:؛ وذلك
دون الاستعانة باجهزة التخطيط والتنفيذ الحكومية المعقدة.
اما بالنسبة إلى اهم عناصر تلك السياسة:؛ فان جوري واشنطن» اول رؤساء الولايات
المتحدة الاميركية حاول تحديدها بقوله: «أن علاقاتنا مع الخارج تقوم على اساس الابتعاد
عن اقامة تحالف.دائم مع أية دولة في العالم... وان الخطأ الاكبر في العلاقات الدولية يكمن
م4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)