شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 116)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 116)
- المحتوى
-
والاستيطانية وسبل تعزيزها من قبل الصهيونيين. تلك المؤسسات التي ساهمت في تأمين الخدمات
الفردية للتجمع اليهودي» والتي أصبحت» تدريجياً. من مميزات ذلك التجمع.
ومع اقرار سياسة الوطن القوميء دفع الواقع الجديدء الذي نشأ في فلسطين, الاحزاب
والتنظيمات الصهيونية المختلفة العاملة هناك الى محاولة بلورة مواقفها السياسية من العرب
الفلسطينيين وحقوقهم والعلاقات معهم . ومع أواخر العشرينات: ازدادت مواقف تلك التنظيمات *
وضوحاً. وقد جاء سعي الاحزاب الصهيونية المختلفة الى توضيح مواقفها من هذه القضايا بمثابة
محاولة لبلورة ناحية مهمة في عقيدتها ونظرتها الى كيفية بناء «الوطن القومي اليهودي» في فلسطينء
وكنتيجة للمواقف التي اتخذتها تجاه النواحي الاخرى المتعلقة بذلك. ولم تكن تلك المواقف من العرب»
التي وضعت اسسها خلال هذه المرحلة: متجانسة تماماً. ان كانت تختلف وفق عقائد او نظرات
التنظيمات الصهيونية المتعددة, ولكنها بقيت, على الرغم من ذلكء نافذة المفعول لوقت غير قصير.
بعد هذا التقديم للقسم الاخير من هذا الفصل يعرض الباحث لمواقف الاحزاب الصهيونية من
العرب. من بينها: احدوت هعفوداه, الذي كان اول حزب صهيوني حاول تحديد موققه من عرب
فلسطين. وكان الحزب قد طرح هذه المسألة في مؤتمره الرابع ( 1978 ) الا انه لم يبت في كل جوانبها
حينذاك. وخلاصة موقف هذا الحزب تجاه مصير فلسطين السياسي استند الى الرأي القائل «ان ارض
اسرائيل هي ملك للشعب اليهودي [ بأسره ] وللعرب الذين يقطنونها». وهى الموقف الذي ورثه الحزب
عن أسلافه بوعالي تسيون. ولذلك «قان للشعب اليهودي وحده حقوقاً قومية في أرض - اسرائيل». اما
العرب, فانهم يتمتعون «بحقوق مواطنية كاملة كسكان في البلدء وحقوق قومية لشعب يعيش في بلد
ليست له وقق القانون الدولي». وبلغة أخرىء, اعترف احدوت هعفود اه بحقوق العرب في فلسطين, لكنه
طالبهمء في الوقت ذاته, بالتنازل عنها ( ص ١497 ).
اما جابوتينسكيء فكان على خلاف مع الجناح العمالي الصهيوني فيما يتعلق بالموقف من العرب.
وكان موقفه شديد الوضوح لجهة تشديده الدائم على اقامة الدولة اليهودية على ضفتي الاردن.
وانطلاقاً من هذا الموقفء أعلن جابوتينسكي معارضته لحصر النشاط الصهيوني ضمن سياسة
«الوطن القومي اليهودي» الذي التزمت المنظمة الصهيونية العالمية, رسمياًء باقامته, ان لم تكن تلك
السياسة الا بمتابة «صهيونية صغيرة» مصيرها الابقاء على اليهود اقلية في فلسطين. كتب مرة:.
«ضفتان للاردن, هذه لناء وهذه أيضاً». واساس موقف جابوتينسكي كما يراه الباحث هو اعتقاده
الراسخ بانه لا يمكن حل المسألة اليهودية دون اقامة دولة يهودية. ويعتقد أيضاً بانه « ' لا يجوز ان
تترك المشكلة اليهودية دون حل' بسبب مليون عربيء كانوا يقطنون يومكذ هناك. ثم ان العرب
يستطيعون ' التنازل' عن فلسطين وشرق الاردن وتكفيهم الاراضي الشباسعة الاخرى التي يقطنونهاء
خصوصاً وان عدد سكانها قليل للغاية بالنسبة الى مساحتها» ( ص ١194 ). وشهدت هذه الفترة
موقفاً آخرء وان كان متبنوه قلة من المثقفين اليهوب» تمثل هذا التيار في جمعية «بريت شالوم» ( عهد
السلام ) التي تأسست العام ( 1970 ). والموقف هو «تمهيد السبيل [ للتفاهم ] بين اليهود والعرب
بايجاد الطرق للحياة المشتركة في فلسطينء على قاعدة التعادل التام في حقوق الشعبين السياسية»
(ص ١194 ). اما القيادة الصهيونية الرسمية؛ فقد أبدت عدم اهتمام ولامبالاة ازاء الموقف من
العرب. ولم تحاول القيادة الصهيونية تغيير موققها هذا الا بعد ان هزتها انتفاضة البراق التي يكرس
لها الباحث جزءاً من الفصل الرابع. اما الجزء الآخر فهو مكرس للحديث عن الوكالة اليهودية.
انتفاضة البراق
في بداية الفصل الرابع» يشير الباحث الى حدثين بارزين: اولهما تأسيس الوكالة اليهودية في
زيوريغ؛ وثانيهما نشوب انتفاضة البراق؛ واللذان يعتبرهما بداية مرحلة جديدة من النشاط
الصهيوني في فلسطينء وخارجها. ويقول الكاتب ان فكرة تأسيس الوكالة اليهودية تعرضت الى
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22299 (3 views)