شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 118)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 118)
- المحتوى
-
الصهيوني في قلسطين خاصة في مجالي الهجرة والاستيطان. ذاك الذي اسفر عن مضاعفة قوة
«الوطن القومي اليهودي» مع نهاية هذه الفترة على اكثر من صعيد. رافق هذه التطورات تأزم في
العلاقات, ومن ثم احتدام الصراع بين اطراف المثلث البريطاني - العربي - اليهودي» من جهة,
ومحاولات للوصول الى اتفاق عربي - يهودي» من جهة أخرىء وذلك في غلل اوضاع سياسية عالمية غير
هادئة عموماً. كما واكبت هذه الاحداث صراعات صهيونية داخلية حادة, ومريرة, أسفرت عن انشقاق
التصحيحيين عن المنظمة الصهيونية العالمية, وتسلم الجناح العمالي الصهيوني زمام السلطة فيهاء
وذلك على ارضية تدهور اوضاع اليهود في اكثر من بلد؛ وخاصة في المأنيا النازية وبولونيا. فمع صيف
العام .151١ وبعد ان عادت السياسة البريطانية في فلسطينء وفق رسالة ماكدونالد الى وايزمان والتي
أطلق عليها العرب اسم «الكتاب الاسود» الى ما كانت عليه قبل انتفاضة البراق» بدأت حقبة جديدة
ظهر كان اهم ما يميزها هى ان الالتزام البريطاني بتسهيل اقامة «الوطن القومي اليهودي» في قلسطين
قد ازداد قوة عما كان عليه. وبان هذ! الاتجاه واضحاً مع تعيين مندوب سام جديد في فلسطين هو
الجنرال آرثور واكهوب الذي وصفه وايزمان بقوله : «ربما كان احسن المندويين السامين في فلسطين...
من حيث كونه من ذلك النوع من الرجال الذين يمكن التأثير عليهم في الاتجاه الصحيح» ص
/ا؟”؟>
0 هذه الفترة, تفتتح سلطات الانتداب البريطاني سياستها بمحاولة العمل على تحسين اوضاع
السكان العرب المعيشية؛ بشكل أو بآخرء كتطوير الزراعة؛ وتشجيع اقامة الجمعيات التعاونية,
ومحاولة توسيع نطاق قانون حماية المزارعين. لكن السلطات اصدرتء ايضاء ووسعت, بعض
القوانين؛ مثل قادون العقويات المشتركة لمكافحة ما اسموه «الجرائم الزراعية», حيث كانت ممتلكات
اليهود الزراعية تتعرض للاتلاف على ايدي مجهولين» وهو اسلوب لجأ اليه العرب في مقاومتهم
للبريطانيين والصهيونيين. وفي سنة .147١ وخوفاً من نشوب انتفاضات ممائة لانتقاضة البراق»
أصدرت الحكومة البريطانية, ايضاًء مرسوم الدقاع عن فلسطين. وخول المرسوم سلطات الانتداب في
فلسطين صلاحيات قمعية واسعة. قمنح المندوي السامي صلاحية وضع «احكام للمحافظة على الامن
العام والدفاع عن فلسطين حين وقوع الطوارئ», يمكن بواسطتها فرض الرقابة على المطبوعات
والمواصلات ووسائل المخابرة والتوقيف والاعتقال والنقي والابعاد ومراقبة الموانيُ والمطارات والنقليات
البرية والجوية والبحرية والتجارة والتصدير والاستيراد والانتاج والذراعة ( ص 55٠ ) وغييها.
غير انه على الرغم من اصدار تلك القوانين؛ من ناحية, واتخاذ بعض الاجراءات لتحسين
الاوضاع المعيشية في فلسطينء من ناحية اخرىء لم تهدا المعارضة العربية؛ كما استمر التوتر بين
العرب واليهود على حاله, خاصة في العام 1977. حيث امتازت بتشديد مقاطعة العرب لليهود
ورفضهم التعاون معهم في اي مجال. كذلك قام العرب بشن حملة ضد سياسة الحكومة الضرائبية
التي تثقل على كواهل المزارعين العرب. كما شهد العام 1417 تحولاً نوعياً ملحوظا في النظام السياسي
لعرب فلسطينء تمثل في البدء باقامة الاحزاب العربية التي أثرت في نشاط الفلسطينيين بحقزها تفاعل
القوى السياسية بينهم وغيرت التركيبة السياسية العربية التي كانت سائدة حتى ذلك الوقت.
يروي لنا هذا القصل تيد الهدوء النسبي الذي ساد خلال 115١ ق1115. فقد راح يتبدد
خلال النصف الاول من 21١575 خصوصاً بعد ان أخذ عدد المهاجرين أليهوب الى فلسطين يزداد
بشكل ملحوظء اثر تدهور اوضاعهم في المانيا مع صعوب النازية» بينما اتسعء من ناحية أخرى» نشاط
المؤسسات اليهودية في شراء الاراضي وأقامة المستوطنات. واثار هذا التوسع الصهيوني الناشط
مخاوف العرب» قدعت اللجنة التنفيذية الى اجتماع لوجهاء العرب «لدرس هذه الحالة المريعة والتدبر
في امرها», وذلك بعد أن دراع البلاد ما يقوم به اليهود من اقبال عام على الاستيلاء على اراضي هذه
البلاد المقدسة وتسربهم اليها بالمئات والالوف بطرق قانونية وغير قانونية, واقترافهم فيها المظالم
المنظمة لسلب العرب حقوقهم الطبيعية واعمالهم واقواتهم ووقوف حكومة الانتداب, امام ذلك» وقفة
1١ا١ا/ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22298 (3 views)