شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 27)
المحتوى
البعثيين لمفهوم النضال الوحدوي القومي» وبين استراتيجية الثورة الفلسطينية القائمة على
اساس الاستقلالية. فانتقد البعثيون علاقة قادة الثورة بالانظمة العربية: واعتيروا ان هذه
العلاقة لا تتم الا على حسساب مصلحة الجماهير العربية: كما اتهموا قيادة المقاومة
الفلسطينية عم التمييز «بين الجماهير العربية والانظمة العربية» بل ان تميز بين تسلط
الانظمة ويعدها من مطالب الشعب وبين الجماهير المناضلة "").
وكان لا بد لمنطلقات الثورة الفلسطينية» وخصوصاً حركة «فتح».: القائمة على ضرورة
تجاوز الكثير من المعوقات والعوائق التي تعرقل انطلاقة الشعب الفلسطيني. ‎٠‏ وتسبيق
متطلبات النضال القطري الفلسطيني: كان لا بد لهذه التصرفات من ان تُواحّه بانتقادات
واتهامات بالاقليمية. وكان اكثر الشعارات الفلسطينية اثارة لحزب البعث شعار «عدم
التدخل في الشؤون العربية الداخلية». واعتبر البعثيون ان «النزعة القطرية ساهمت:ء ايضاً:
في خلق شعار عدم التدخل في الاوضاع العربية الذي ادىء في النتيجة: الى الوقوع في اسر
الانظمة العربية ومؤتمرات القمة»(22).
ولكن: هل فعلاًٌ تبنى حزب البعث استراتيجية حرب التحرير الشعبية عن اقتناع فكري
كافٍ ليدفعه الى ان يمارس هذه الاستراتيجية:؛ عملياً في الواقع ؟ نحن نشك في الامرء
لاسباب ذاتية وموضوعية:» ويفعل المماررسة العملية لانظمة البعث. فاستراتيجية الكفاح
المسلح وحرب التحرير الشعبية ليست مجرد فكرة: لكنها ممارسة على ارض الواقع. وان
يمارس البعثيون, خصوصاً في سورياء هذه الحرب معناه اعلان الحرب ويدء العمليات
العسكرية مع العدى الصهيوني ومع حلفائهم الامبرياليين. فسورياء في ظل الظروف الذاتية,
السياسية والاقتصادية والعسكرية» غير مؤهلة لمثل هذه الحرب» وغير راغية فيها؛ وذلك لسيب
بسيطء وواضح.ء هو ان الدول العربية المعنية بالصراع العربي - الصهيونيء» بما فيها نظاما
البعثء مقيدة: في تعاملها مع العدوء بسياسة الامن الاقليميء؛ لا القومي, ومفهوم الامن
الاقليمي» يدفع بكل دولة للبحث عن سبل المحافظة على وجودها وتسبيق المصلحة الاقليمية
على المصلحة القومية. وحتى في حالة الاشتباك مع العدو. فان الهدف يكون تعزيز الامن
الاقليمي والمحافظة على الحدود القائمة ‎٠‏ ولكي تيقى» » ايضاً: الحرب في حدوب السياسة
المتبعة» ولكي تبقى مقيدة بالاستراتيجية الاقليمية فانها تكون حرباً نظامية رسمية؛ لا مجال
للجماهير فيها. وكونها حرياً نظامية» فهي محكومة بتوازن القوى مع العدو(*'). بالاضافة الى
هذاء فان الدول العربية المحيطة باسترائيل» بما فيها نظاما البعث: مقيدة باتفاقات تحدد
الوضعية العسكرية على الحدوب مع العدو. وقد ظهر التزام الدول العربية» بما فيها البعثية,
بمفهوم الحرب النظامية المحكومة بتوازن القوى.ء في اثناء الغزى الاسرائيلي للبنان صيف العام
5 »؛ وعدم دخول سوريا الحرب بكل قوتها ضد العدى. حيث برر القادة السوريون السبب
في عدم رغبة سوريا في الانجرار الى حرب غير مستعدة لهاء وان سوريا ستكون مستعدة للحرب
عندما تصل الى درجة التوازن الاستراتيجي مع العدول” 7
واذا كان مفهوم الحرب لدى نظام البعث مرتبطاً بالتوازن الاستراتيجي - وحن لا نعرف
كيف ستصل سوريا الى توازن استراتيجي مع اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية ‏ مع
العدو »فأين حرب التحرير الشعبية؟ اين الجماهير المقاتلة؟
تأكد كون تبني استراتيجية حرب التحرير الشعبية لم يكن الا مناورة ومجاراة للتيار
51
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)