شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 35)
- المحتوى
-
وحشد الطاقات الفلسطينية والعمل الفلسطينيء بعيداً عن متاهات المشاكل العربية:
ومماررسة الكفاح المسلح دون انتظار الموافقة الرسمية العربية» كانت هذه المتطلبات لا تتفق,
تماماًء مع المنطلقات القومية العربية» او غير القومية, القائمة على اساس الربط المباشر
والتبعي للعمل الفلسطيني بالسياسة الرسمية العربية» ولا تتفق مع المنطلقات القومية التي
تعطي الاولوية للصراع الطبقي والفرز الاجتماعي على قضايا التحرر الوطني.
ومن هناء اختطت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لنفسها سياسة تقوم على عدم
التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية» وعدم الزج بالعمل الفدائى في منرلقات التكتلات
العقائدية» والتي اعتبرت الجبهة ان الشعب الفلسطيني قد تجاوزها. كما حرصت الجبهة
على عدم الدفع بالعمل الفدائي الى متاهات السياسات المتعارضة التي تؤخره وتيعده عن
هدفه الاساسي الذي كرس وجوده من اجل تحقيقه(**).
هذه المواقف للجبهة تقاربت مع فكر حركة «فتح»7”). وهذا ما أثار حفيظة وانتقاد
العناصر اليسارية في صفوف حركة القوميين العرب» وفي صفوف الجبهة ذاتهاء لانها شكلت
تجاوزاً للطرح القومي للحركة» وللنهج اليساري الجديد القائم على شمولية الصراع وتداخله.
فقد دان التيار اليساري في الحركة, بشدة» شعار عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية
الذي رفعته الجبهة. ففي التقرير السياسي الذي قدمته العناصر اليسارية في الجبهة في آب
( أغسطس ) 2.1938 اعتبر انه «بالوقائع الملموسة تحول الشعار الديماغوجي ' عدم
التدخل في الاوضاع العربية' الذي طرحه اليمين الرجعي الفلسطيني؛ وانساقت وراءه كل
فصائل حركة المقاومة... تحول: موضوعياً وعملياً: ' الى عدم التدخل بالشؤون الفلسطينية '
وانها تحذر كافة الفصائل الوطنية الشريفة في حركة المقاومة من خطر الانسياق وراء مثل هذه
الشعارات الديماغوجية على القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة»('").
فكان لا بد للانشقاق ان يحدث داخل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين جناحها
اليساري وبين جناحها المؤُّسسء والذي تلتف حوله العناصر الفلسطينية في حركة القوميين
العرب. ففي شباط ( فبراير ) 1575: اعلن نايف حواتمه الانفصال عن الجبهة الشعبية,
مكوناً تنظيمياً جديدا تحت اسم «الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين»» متهماً
القيادة التقليدية في الجبهة الشعبية بعرقلة عملية التطور الديمقراطي في الجبهة, ويبالوقوف
ضد التحولات الفكرية والايديولوجية: حيث «حاربت القيادة اليمينية دخول اية رياح للتغيير
الثوري في صفوف المقاتلين والتنظيم: وعملت على تدعيم مراكز القوى والاقطاعات الخاصة
والشلل وعبادة الفرد»72*).
ونفت الجبهة الشعبية» بدورهاء هذه الاتهامات» واعتيرتها مجرد تبريرات للانشقاق:
واتهمت؛ بدورهاء العناصر المنشقة هذه بالانتهازية والطفولية» ويانها «من الرامقين: ٠ مثقفي
المقاهيء الذين يتشدقون بالاشتراكية العلمية تشدقاً لفظياً متوتراً دون أن تكون لديهم
القدرة على ممارستها» 0
وقد طرحت الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين نفسها على اساس انها تمثل
اليسار العربي الجديد.ء ونهجاً ثورياً اكثر جذرية في معالجة الوضع العربي عموماً
والفلسطيني خصوصاً. وطرحت الجبهة الديمقراطية موقفاً متميزاً في رؤيتها لهزيمة حزيران
( يونيى) 2,١511 معتيرة ان هذه الهزيمة ليست مجرد هزيمة عسكرية فحسب, بل انها هزيمة
53 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)