شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 37)
- المحتوى
-
او على الاقل» القبول الضمني بمنهج عبد الناصر في العمل واعتماد استراتيجيته النضالية.
اما حركة «فتح». فلم تأخذ اذناً من احد. بل. شكلت تحدياً وتناقضاً مع الاستراتيجية
الرسمية التي يقودها عبد الناصى وهذا ما حدا به الى اتهام القائمين بالعمل الفدائي بالعمالة,
وانهم يعملون لتوريط مصر في حرب هي غير مستعدة لها. وهذا ما دفع يمصر الى مطالبة
القيادة العربية الموحدة:, في مذكرة سرية موجهة الى الدول العربية, بعدم نشر أي شيء حول
العمليات الفدائية» وعدم تشجيع الفدائيين(08).
كما ان عبدالناصر, في تعامله مع قضية شعب فلسطينء كان يعتبر منظمة التحرير
الفلسطينية: بقيادة احمد الشقيريء هي الطرف الوحيد المخوّل التحدث باسم الشعب
الفلسطيني. وكان اعتماده على تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني وعلاقاته الجيدة مع احمد
الشقيري يعطيه القدرة على احتواء النضال الفلسطينى والحركة السياسية الفلسطينية,
وعدم اتاحة الفرصة لاي طرف عربي ان يستغل الورقة الفلسطينية لصالحه وضد المصلحة
العربية» وضد سياسة ج.ع.م. وكان انطلاق العمل الفدائي خارج اطار م.ت.ف.., متحدياً
وجودها وسياستهاء متجاوزاً رسمياتهاء يعني خروج الحركة النضالية الفلسطينية على
الوصاية العربية الرسمية. ومما زاد من تخوفات عبد الناصرء آنذاك: احتمال ان يكون لحركة
«فتح» علاقة بجماعة الاخوان المسلمين؛ او بحزب البعث الحاكم في سوريا.
بالاضافة الى هذه الاعتبارات الموضوعية؛ الخاصة بالتصورات العامة للصراع, والتي
كانت تدفع عبد الناصر الى رفض العمل الفدائي» انطلاقاً من تمسكه بالاستراتيجية الرسمية
العربية» والتي كان دائم التأكيد عليها بقوله: «نحن الذين نحدد زمان المعركة ومكانها».
بالاضافة الى ذلك هناك اسباب تعود الى تصورات عبد الناصر للعمل الفدائي وحرب التحرير
الشعبية؛ ومدى توافقهما مع طبيعة الصراع العربي - الصهيونيء ومدى توفر الظروف
الموضوعية لهذا النوع من النضال.
فعندما طرح اكرم الخورانيء من حزب البعث العربي الاشتراكي؛ فكرة حرب الفد انين
العام .١15757 ودعا الى القيام بعمليات شبه عسكرية ضد اسرائيلء انتقد عبد الناصر هذه
الفكرة ولم يستسغ مفهوم «عمليات شبه عسكرية», واعتير انه اما ان تكون هناك عمليات
عسكرية: أو .عمل سياسيء وان ما يسمى بعمليات شبه عسكرية: هيء في الحقيقة. عمل
عسكري كاملء له نتائجه الخطيرة. وقال: «اذا كنا سنقوم بعمليات عسكرية؛ فلا بد ان نكون
على استعداد للقيام بها؛ واذا لم نكن على استعدادء يجب ان نعمل حسابنا حتى نكون على
استعدادء وبحيث لا ندخل فيحدث لنا ما حدث العام .»١55/ ويين اسباب رفضه للعمل
الفدائي آنذاك اي العمليات شبه العسكرية التخوف من رب فعل اسرائيل وضرياتها
الانتقامية؛ وان اسرائيل سترد على هذه العمليات بعمل عسكري واسع وشديد» لا مقدرة لمصر
على تحمله » مما يعني نكبة جديدة للعرب توصل الاسرائيليين الى ابواب دمشق(1 0
هذا الحذر من العمليات الفدائية كان مقترناً بتشكيك في امكان تطبيق هذا الاسلوي
النضالي في المنطقة العربية: على اساس ان الظروف الموضوعية للبلدان التى طبقت حرب
التحرير الشعبية فيتنام والصين والجزائر تختلف عن ظروف المنطقة العربية» حيث لا
توجد هنا غابات شاسعة: ولا جبال, تسمح بقيام مثل هذه الحرب الفدائية» اى ما يسمى
بحرب الاغوارط'').
51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)