شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 41)
- المحتوى
-
نسأل: الى اين وصلت الحركة القومية العربية اليوم؟
من المعلوم ان الحركات الثلاث جسدت الوجود النظري للحركة القومية العربية خلال
مرحلة الخمسينات والستينات. الا ان تطور الاحداث في الساحة العربية» والتفاعلات التي
عرفتها الحركة النضالية. لعي والنكسات التى منيت بهاء غيرت الكثير من التصورات
الفكرية والمواقف الايديولوجية؛ كما انها اثرت بدورها في التجسيدات العملية للحركة القومية
العربية. فالناصرية» كحركة وتيار قومي استقطب افئدة الجماهير العربية» انتهت بنهاية
الراحل عبد الناصر. وتحولت الى مجرد تيارات صغيرة مبعثرة هناء وهناك. ومحصورة ضمن
مواقع اقليمية» وتفقد, في الغالب» اشعاعها القومي وتأثيرها الفكري خارج اطار الحركة او
الحزب المعبر عنها ( حركة «المرايطون» في لبنان» حزب التجمع الوحدوي في مصر ). وحزب
البعث تحول الى انظمة مرتبطة بسياسات ومفاهيم تستمد تصوراتها ومواقفها من ضرورات
السلطة والحكمء اكثر مما تنهل من معين فكري قوميء وبالتالي نأت عن ان تكون حزب
الجماهير. ولم يعد من الممكن التحدث عن حزب البعث العربي الاشتراكي بمعزل عن
النظامين الحاكمين في سوريا والعراق.
ومع ان هذه تطرح نفسها كناطقة باسم القومية العربية والوحدة العربية» الا ان
مقاييس محاكمتها وتصنيفها تخضع لنفس ما تخضع له بقية الانظمة العربية. وحركة
القوميين العرب انتهت» عملياء من الوجوب» وتحولت الى تنظيمات يسارية في غالبيتهاء لا تمت
بصلة الى الحركة الام وايديولوجيتها القومية الاولى.
الا ان حالة الجزر الذي عرفته الحركة القومية العربية لا يعني نهايتهاء على الرغم من
الاصوات العديدة التي نعت القومية العربية والوحدة العربية, وشككت في وجودهاء واقامت
لهاء في كل نكسة قومية؛ حفل تآأبين(!'). حيث استمر الفكر القومي الوحدوي يتفاعل على
الساحة العربية, فكراً وانتماع. 3 ضمن مضامين. جديدة: واشكال تعبيرية جديدة:
تجاوزت» غالباً. الممارسات الارتجالية: والتنظيرات المتشنجة للمرخلة السابقة
كان تعامل القوميين العرب مع قضية الوحدة يتسم, غالباًء بالعشوائية والتوترء ولم تكن
الممارسة بنفس ثورية وعقلانية الهدف؛ او على مستوى المبادى التي رفعوهاء وغلبت الذاتية
وتقديس الذات على عقلانية الهدف وقدسية الفكرة. ومنذ نكسة الانفصالء في العام 21571١
يمكن القول ان مرحلة التراجع القومي بدأت. وكان الانفصال المحك العملي لاثيات مدى
تمسك القوميين العرب بالهدف الوحدويء ولكنهم فشلوا في الاختبار. وكان الشك والحذر
المتبادل بين القوميين العرب هى سيد الموقف. ويدلا من ان يتجه كل من البعث والناصريين الى
البحث في الظروف الموضوعية والخصوصيات الذاتية والعوامل العميقة الكامنة وراء حدث
الانفصالء باعتيار الانفصال ظاهرة لها مقدماتها واسبابها؛ حمّل كل طرف الطرف الآخر
مسؤولية ما حدثء: وفتح كل طرف ابواق دعايته ضد الطرف الآخرء وانقسم المعسكر
الوحدوي الى معسكرينء وهو الامر الذي نعتبره من اهم الاسباب في نكسة الحركة القومية
العربية المعاصرة.
ولم يستوعب البعض من القوميين العرب ضخامة المهمة الملقاة على عاتق من يريد حمل
:“لواء القومية العربية» ولم يمتلك قوة الايمان بالقومية العربية, باعتبارها تعبيراً عن الذات
العربية» وتعبيراً عن حقيقة تاريخية موضوعية: تكالبت عليها قوى الاستعمار والانفصال
0 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)