شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 42)
- المحتوى
-
لتحولها الى اقليميات ودويلات» ولم يمتلك قوة المثابرة والنضال لتجسيد الهدف القومي حقيقة
واقعة, وظن ان القومية العربية» والوحدة العربية. مجرد شعارات ترفع وهتافات تدويء لا
مسيرة دامية, شائكة؛ لن يصل فيها الا من امتلك قوة الارادة وارادة التضحية.
وهكذاء ما ان تعرضت القومية العربية الى نكسة؛ او نكسات: حتى لجأ بعض القوميين
الى اسلوب هروبي الى امام ٠ فحمل الفكر القومي العربي كل اوزار الماضيء ونكسات الحاضر.
واعتبر الفكر القومي فكراً قاصراًء عاجزاًء وطالب باسقاطه واسقاط الفئات والطبقات التي
تمثله, ورفع رايات الاشتراكية والماركسية؛ وكأن الفكر يتم بقرارء وكأنه مجرب نظريات وافكار
معزولة عن الوا . واصبح الصراع الطبقيء والثورة الاجتماعية؛ وتقديس الالفاظ الثورية,
تقسيم المجتمع العربي الى رجعيين جعيين وتقدميين» وثوريين ومحافظين, مستسلمين ورافضين: هو
الشفل الشاغل لهذه الجماعة.
ولكن هل يحل تغيير الولاء الفكري المشكل ؟ وهل مجرد رفع رايات الماركسية والتغني
بالاشتراكية سينقل العرب من حال الى حال ؟
بالطبع لا. والخلل لا يكمن» هناء في الاشتراكية» او الماركسية, كما انه لم يكمن في
القومية العربية؛ انما الخلل والعلة هما في من يتعامل مع هذه الايديولوجيات: تعاملاً فوقياً.
فالماركسية والاشتراكية: وكذلك القوميةء كلها ايديولوجيات ونظريات لا يعتمد تبنيهاء
ورفع بيارقهاء على الرغبة الذاتية, اللهم الا اذا كان الهدفء فقطء ان يقال ان فلاناً. او هذا
التنظيمء او ذاكء ماركسي او قومي ؛ ولكنها افكار وايديولوجيات ولدتها الحاجة العملية لتغيير
الؤاقع ومواجهة وضع ما والرد عليه لتحويله الى افضل. فهي وجدتء اساساًء لتتعامل مع
حقائق ووقائع مجتمعية. وهي لا تعيش في الخيال » ولكنها تعيش في الواقع » تحتك به من خلال
الممارسة اليومية والواقع هو الحكم لدى مصداقيتها. .اما الفكر الذي يقتصر على كونه افكاراً
من هنا تأتي مهمة المناضل الحقيقيء أقومياً وحدوياً كان ام ماركسياً. في ان يوفق بين
المعادلة الصعبة» النظرية والواقع؛ وإن يتمكن من التصدي لهذه القضية الامن امتلك النفس
الشوري الصادق والعزيمة النضالية. انها عملية صعبة حقاًء لان الواقع لا يتكيف دائماً
حسب ارادتناء فهى وصل الى ما وصل اليه بفعل تراكمات تاريخية وموضوعية عبر عشرات
ومكات السنين؛ ولا يتغير هذا الواقع بين ليلة وضحاها. ولا نقصدء هناء تغيير الانظمة
السياسية القائمة, فهذا قد يتأتى من طريق انقلاب او ثورة, والانقلاب لا يغير الواقع غالياً,
ولكنة يغير الرموز المعبرة عن هذا الواقع» فتعد بتحسينات وتجميلات. لكنها لا تتصدى لعمق
المشكل وجوهره. والثورة ستبقى في مرحلة الثورة. اي انها تبقى تحت التجربة. الى ان تثبت
مصداقيتها يتفاعلها مع الجماهير. وادخال تحولات جذرية في المجتمع وامتلاك ارادة التحدي
والصمود. امام كل ما يواجهها من عقبات. ظ
كما ان الواقع وميدان العمل لا يقتصران على ارادتنا فقطء ان ان ذاتنا لا تتعامل مع
ذاتنا فقطء ولكنها تتعامل مع ذوات اخرى كه وارادات تنازعنا البقاء وتنازعنا اهلية
التغامل» بل تنازغنا شرغية الوجود ؛ فقانون البقاء للاصلح في الطبيعة يعمل: ايضاًء ويطبق في
الحياة السياسية والفكرية : والصرا ع من اجل الوجود بين الافكان والنظريات ملموس وموجود .
لف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)